فيدان: إسرائيل اغتالت بخسة هنية كبير مفاوضي وقف إطلاق النار

profile
  • clock 5 أغسطس 2024, 8:04:25 م
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01
الأناضول

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الاثنين، إن إسرائيل "اغتالت بخسة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي كان كبير مفاوضي وقف إطلاق النار".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في العاصمة القاهرة التي يجري إليها زيارة رسمية.

وقال فيدان بهذا الخصوص: "كبير مفاوضي وقف إطلاق النار (إسماعيل هنية) قُتل بشكل خسيس جراء اغتيال نفذته إسرائيل".

وأضاف: "سنقدم الأربعاء المقبل في لاهاي ملف انضمامنا إلى قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية".

وأردف: "يجب على أصحاب إسرائيل أن يمسكوا بطوقها" (في إشارة إلى الولايات المتحدة).

وذكر فيدان أن فلسطين اتخذت "موقفا بناء" خلال عملية التفاوض، في حين كانت إسرائيل هي الطرف الذي "يعرقل المفاوضات".

وأكد أن من يدعم إسرائيل "بلا قيد أو شرط هو المسؤول الرئيسي عن زعزعة أسس النظام الدولي".

وأضاف قائلا: "الذين يعتبرون احتلال أوكرانيا جريمة يتغاضون عما يفعله الغزاة الإسرائيليين في غزة".

وأشار فيدان إلى أن بلاده تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان من أجل محاكمة "مرتكبي المجازر" في قطاع غزة.

وقال الوزير التركي إنه "لم يعد مقبولا أن تحاول الولايات المتحدة تخفيف كافة المساوئ التي ترتكبها إسرائيل".

وتعليقا على تصفيق أعضاء الكونغرس الأمريكي لخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيدان: "مكان مجرمي الحرب لا يمكن أن يكون منصات البرلمانات، المكان الذي يجب أن يجلس فيه مجرمي الحرب فقط كرسي المتهم".

وتابع قائلا: "نتنياهو لا يريد السلام، نتنياهو يريد إشعال المنطقة كلها، واغتيال الشهيد هنية أظهر للعيان أن نتنياهو لا يريد السلام وأن إسرائيل تريد العنف والتوسع".

وأردف: "يجب على الذين يدعمون إسرائيل أن يتراجعوا عن هذا الخطأ في أسرع وقت ممكن. وإذا لم تتوقف المذبحة في غزة، فلن تدفع منطقتنا وحدها، بل العالم كله، ثمنا باهظا".

واستطرد: "تركيا أرسلت أكثر من 56 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة حتى الآن، وهي الدولة التي قدمت أكبر قدر من المساعدات لغزة، وإسرائيل منزعج من إرسال المساعدات إلى غزة".

وأشار فيدان إلى أن سكان غزة "يُتركون جياعا وعطشى بشكل منهجي"، مضيفا أن "الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط يمر عبر إقامة دولة فلسطينية حقيقية".

وقال: "يجب أن تكون لأشقائنا الفلسطينيين دولة مستقلة ذات سيادة ومتكاملة جغرافيا وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا هو حقهم الطبيعي، ونحن ضد أي إملاءات من قبل إسرائيل أو الدول الغربية في هذا الشأن. والشعب الفلسطيني قادر على رسم اتجاهه وانتخاب حكامه ولديه القدرة على الاختيار".

وأكد فيدان أن تركيا ومصر تبذلان قصارى جهدهما لمنع انتشار الحرب في المنطقة.

وتابع: "وباعتبارنا لدينا مسؤوليات تجاه المنطقة، فإننا لن نبقى مجرد مراقبين للمشاكل، ومن خلال العمل من منطلق الحرص على المنطقة، فإننا نعمل بشكل منهجي لتقديم كل المساهمات الممكنة لحل مشاكل القائمة".
 

وتطرق فيدان خلال المؤتمر الصحفي إلى المباحثات التي أجراها مع نظيره المصري والعلاقات الثنائية بين أنقرة والقاهرة.

وقال في هذا السياق: "سنواصل العمل الدؤوب لتعزيز العلاقات الثنائية بين تركيا ومصر، ونحرص على أن نكون على تشاور وثيق مع الأشقاء المصريين في هذه الأيام التي تحولت فيها منطقتنا إلى حلقة من النار".

وذكر أن الاجتماع الأول رفيع المستوى لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين سيعقد خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، مبينا أنه ناقش مع نظيره المصري الاستعدادات لهذا الاجتماع.

وأشار إلى أن الجهود مستمرة لتوسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ومصر واستئناف رحلات "رورو" البحرية بين مرسين التركية والإسكندرية المصرية.

وتابع: "إننا نعتبر مصر شريكا موثوقا به على المدى الطويل في مجال الطاقة، كما أتيحت لنا الفرصة لمناقشة إمكاناتنا في هذا القطاع، وخاصة الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية".

وقال فيدان إن بلاده تولي أهمية للتعاون مع مصر في مجالي التعليم والثقافة، وأن أنقرة تخطط لتوفير المزيد من المنح الدراسية للطلاب المصريين في تركيا.

 

 

, ومن جانبه  أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، أن هناك مسارا إيجابيا تشهده علاقات بلاده مع تركيا، مشددا على أن البلدين "يسهمان في استقرار المنطقة".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة مع نظيره التركي هاكان فيدان الذي وصل الأحد إلى مصر في زيارة تستغرق يومين.

وقال عبد العاطي: "اتفقت مع أخي الوزير هاكان على البدء في التحضير لانعقاد أول دورة لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين على مستوى رئيسي البلدين".

وأضاف: "تحدثت مع صديقي العزيز الوزير هاكان اليوم بشكل مطول حول سبل المزيد من تعزيز التعاون، وأكدنا على ضرورة البناء على المسار الإيجابي الذي تشهده العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية في الآونة الأخيرة".

وزارد: "تعد مصر الآن الشريك التجاري الأول لتركيا في القارة الإفريقية، حيث تعتبر تركيا واحدة من أهم مقاصد الصادرات المصرية للخارج".

وأوضح أن الوزير التركي "التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في لقاء بناء للغاية، وتم تناول المسار الثنائي وعددا من الملفات الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك".

وفي وقت سابق الاثنين، قالت الرئاسة المصرية في بيان إن السيسي التقى فيدان وبحثا مجمل العلاقات بين البلدين، وتوافقا على "خطورة المشهد الإقليمي وإدانة التصعيد الإسرائيلي".

وأكد عبد العاطي في المؤتمر الصحفي أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين المصريين والأتراك تهدف "لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين بما يحقق مصالح شعبيهما، كما تسهم هذه اللقاءات في تحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي بواقع ما يمثله البلدان من ثقل وحضور ظاهر في محيطهما".

وأشار إلى توافقه مع وزير الخارجية التركي على "تكثيف العمل معا خلال الفترة القصيرة المقبلة للوصول بالتبادل التجاري بين مصر وتركيا إلى 15 مليار دولار".

وقال عبد العاطي: "ناقشت مع نظيري التركي هاكان فيدان الأزمة في قطاع غزة (الحرب الإسرائيلية على القطاع)، والأوضاع في ليبيا والسودان واليمن والبحر الأحمر".

وبشأن ليبيا، أكد الوزير المصري "أهمية صون وحدة ليبيا، والتطلع لعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أسرع وقت ممكن وبشكل متزامن".

وحاليا توجد في ليبيا حكومتان، إحداهما معترف بها من الأمم المتحدة، وهي حكومة الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس وتدير منها غرب البلاد بالكامل، أما الثانية فهي حكومة أسامة حماد، وكلفها مجلس النواب، ومقرها بمدينة بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدن في الجنوب، ما عمَّق أزمة سياسية يأمل الليبيون حلها عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وأعرب الوزير المصري عن ترحيب مصر بالتصريحات التركية بالاستعداد للعمل على حل الخلافات مع دمشق.

وأضاف: "أكدنا أهمية إنهاء الحرب في السودان بما يضمن وحدته ويرفع المعاناة عن الشعب السوداني".

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وفيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة، أشار الوزير المصري إلى أن "رسالتنا إلى العالم هي العمل على وقف الحرب في قطاع غزة، ووصول المساعدات دون شروط أو عقبات".

وتابع قائلا: "ناقشنا ضرورة خفض حدة الصراع في المنطقة الناتجة عن الاغتيالات السياسية"، في إشارة إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران فجر الأربعاء.

كما أطلع عبد العاطي وزير الخارجية التركي على مستجدات المساعي المصرية الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مشددا على رفض مصر الكامل لسياسة الاغتـيالات الإسرائيلية وتأجيج الصراع بالمنطقة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

المصادر

الأناضول 

التعليقات (0)