تكبير الخط تصغير الخط

يطل علينا عيد الأضحى المبارك، الذي يوافق أول أيامه الأربعاء. ولتركيا طباعها وأجواؤها الخاصة في عيد الأضحى، حيث يأتي العيد -باللغة التركية Kurban Bayramı- كإحدى المناسبات السعيدة، ويستعد الأتراك لاستقباله بشوق وفرح كبير.

يتميز عيد الأضحى المبارك في جميع الدول العربية والإسلامية بمظهر بارز ومعروف وهو ذبح الأضاحي، لكن ما يميز تركيا عاداتها وتقاليدها الشعبية القديمة الراسخة، التي مازالت تتوارثها وتحافظ عليها الأجيال التركية المتعاقبة.

وتحرص الأسر التركية على الاستعداد مبكراً لقدوم العيد، فيذهبون لاختيار وحجز أضحيتهم قبل العيد بأيام كل بما يناسب حالته المادية، وشراء ملابس جديدة للعيد.

يحرص الشعب التركي حرصاً شديدا على قيم كرم الضيافة وحسن استقبال الضيوف، حيث تقوم النساء التركيات بتنظيف منازلهن استعداداً لمجيء العيد، ويتشارك أفراد الأسرة تعليق الزينة الملوَّنة ووضع الزهور داخل وخارج البيوت، فهي تبعث البهجة والسرور ترحيباً بمجيء العيد.

يبدأ أول أيام العيد في تركيا بإقامة صلاة العيد، ويذهب أفراد العائلة بملابسهم الجديدة وبعطور طيبة، قاصدين صلاة العيد في الجوامع الكبيرة.

مسجد الفاتح اسطنبول

وبعد الصلاة وتكبيرات العيد، عادةً ما يذهب رب العائلة إلى الأماكن المخصصة لذبح الأضحية التي اختارها مسبقاً مع التهليل والتكبير على الأضحية ، اتباعا للسنة النبوية الشريفة في ذبح الأضحية،

وعند الاقتراب من ذبح الأضحية "التي تُسمى في تركيا "قربان"، يردد الأتراك تكبيرات جماعية بصوت واحد، ما يضفي أجواءً إيمانية على هذه اللحظات.

لبضع دقائق قبل الذبح، يستمرون في التكبير الجماعي، وسط أجواء من السعادة والمحبة بين الحضور، نساءً وأطفالاً ورجالاً. ثم يتم تقسيمها على الأهل والأقارب والفقراء.

ويتبع الأتراك المذهب الحنفي، الذي كان سائدًا في الدولة العثمانية (1299: 1923)، وهو الوحيد بين المذاهب الإسلامية الأربعة الذي يعتبر الأضحية واجبًا على كل مسلم مقتدر.

ومن أشهر الأطعمة المُعتاد تقديمها للضيوف في تركيا خلال الأعياد، محشي ورق العنب (يبرق)، ومعجنات ومخبوزات البوريك، واللحم المشوي (بالأخصّ في عيد الأضحى)، إضافة إلى الحلويات التركية الشهيرة مثل البقلاوة والحلقوم.

وتتجسد مقولة توقير الكبير والعطف على الصغير في عيد الأضحى في تركيا، إذ يتجمع كل أفراد العائلة بكبيرهم وصغيرهم، ويقبّل صغار السن أيادي الكبار، كما تُقدَّم العيديّة واللُّعَب والحلوى للأطفال.

ويستمر الاحتفال بعيد الأضحى في تركيا ثلاثة أيام متتالية من شهر ذو الحجة.

وفي بقية أيام العيد يحرص الأتراك على الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والساحات العامة للترفيه عن أنفسهم وأطفالهم، حيث تنصب بعض البلديات التركية خياماً لتقديم عروض ترفيهية للأطفال، بخاصة عرض الدُمى المتحركة (الكراكوز)، ويفضّل آخرون السفر إلى قراهم ومدنهم لزيارة الأقارب والأصدقاء.