د. عمر الهاشمي يكتب : الملك العربي اللذي تحتضن الأناضول رفاته

profile
  • clock 3 أكتوبر 2023, 1:17:14 م
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01
متداول

كتب- د.عمر  الهاشمي 

من الأعلام العربية الضائعة  :-
جبلة بن الأيهم الغساني ملك نصارى العرب هو آخر ملوك الغساسنة في الشام ، حكم ما بين عامي 11 هجري / 632 18 هجري /638 ميلادية. وهو ابن الحارث بن أبي شمر، واسمه المنذر بن الحارث ، وهو ابن مارية ذات القرطين ، وهو ابن ثعلبة بن عمرو بن جفنة ، واسمه كعب بن عامر بن جارية بن امرئ القيس ، ومارية هي بنت أرقم بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة ، ويقال جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن ثعلبة بن جفنة بن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد ، أبو المنذر الغساني الجفني .
وكان بذلك الملك السادس والثلاثين في سلالة الغساسنة الذين كانوا متحالفين مع الروم قبل الإسلام ، وهم من العرب النصارى ، وقد اتفقت روايات أهل الأخبار في موضوع دخول جبلة في الإسلام في عهد عمر بن الخطاب ثم ارتداده إلاّ رواية واحدة ذهبت إلى أنه لم يسلم.  
أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وقيل أنه أرسل إليه شجاع بن وهب يدعوه إلى الإسلام وكان منزله الجولان وغيره من أعمال دمشق ، ودخل دمشق غير مرة ، وأسلم ثم تنصر ولحق ببلاد الروم ، وكان آخر ملوك غسان ، وقيل إنه لم يسلم قط . 
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء جَبَلَةُ بنُ الأَيْهَمِ الغَسَّانِيُّ أَبُو المُنْذِرِ مَلِكُ آلِ جَفْنَةَ بِالشَّامِ ، أَسْلَمَ ، وَأَهْدَى لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – هَدِيَّةً ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ ، ارْتَدَّ ، وَلَحِقَ بِالرُّوْمِ.
ثم لما كان في 53 هـ بعث معاوية بن أبي سفيان عبد الله بن مسعدة الفزاري رسولا إلى ملك الروم ، فاجتمع بجبلة بن الأيهم ، فرأى ما هو فيه من السعادة الدنيوية والأموال من الخدم والحشم والذهب والخيول ، فقال له جبلة :-
لو أعلم أن معاوية يقطعني أرض البثنية فإنها منازلنا ، وعشرين قرية من غوطة دمشق ويفرض لجماعتنا ، ويحسن جوائزنا ، لرجعت إلى الشام . فأخبر عبد الله بن مسعدة معاوية بقوله ، فقال معاوية :- أنا أعطيه ذلك . وكتب إليه كتاباً مع البريد بذلك ، فما أدركه البريد إلا وقد مات في هذه السنة قبحه الله.
وذكر أكثر هذه الأخبار الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في " المنتظم 
"، وأرخ وفاته السنة 53 هـ . وقد ترجمه الحافظ ابن عساكر، ثم قال في آخرها بلغني أن جبلة توفي في خلافة معاوية بأرض الروم ، بعد سنة أربعين من الهجرة
. وذكر أن جبلة بن الأيهم لما سمع وهو ببلاد الروم أن حسان بن ثابت قد صار ضريراً كبيراً في السن أرسل إليه خمسمئة دينار وخمسة أثواب ديباج ، فلما سلمها الرسول الذي حمل الهدية إليه نظم شعراً في مدحه:  -
إن ابن جفنة من بقية معشر
لم يغذهم آباؤهم باللـوُم

لم ينسني بالشام إذ هو 
ربها كـلاّ ولا متنصرا بالروم

وكان والده من كرام العرب في الجاهلية وقال حسان واصفا أباه 
إن ابن جفنة من بقية معشرٍ
لم يغذهم أباؤهم باللوم

لم ينسني بالشام إذ هو ربها
لا لا ولا متنصراً بالروم

يعطي الجزيل ولا يراه عنده 
إلا كبعض عطية المذموم

وأتيته يوماً فقرب مجلسي 
وسقى فرواني من الخرطوم

توفي جبلة في منطقة الأناضول في ولاية أماسيا في الأناضول  حيث كان يسكنها بعضا من النصارى العرب الموالين للغساسنة الروم قبل أن يفتحها مسلمة بن عبدالملك رضي الله عنه
. ومن سلالة جبلة ابن الأيهم الغساني الامبراطور البيزنطي نقفور الأول حفيد جبلة بن الأيهم الغساني ؟.
يقول البطريرك ديونيسيوس التلمحري الذي كان معاصرا لنيقفور وهارون الرشيد إن الامبراطور البيزنطي نقفور الأول هو من أحفاد جبلة بن الأيهم الغساني  ، ويروي قصة إسلام جبلة ثم عودته عن الإسلام وهروبه الى قبادوقيا هو جماعته ، وتذكر مراجع أخرى إنه كان على رأس قوات المسيحيين العرب الذين هزموا في معركة اليرموك ، والمعروف أن جزءا من الغساسنة التحقوا بالكنيسة البيزنطية بعد السنة الخامسة من الهجرة الموافق عام 585 م واستوطنوا في خلق دونية شرق القسطنطينية .  وقد خبر جبلة والفزاري يرد فيما بعد في التواريخ العربية الإسلامية ، ولكن يبقى تاريخ التلمحري أقدم و لقد تكاثر الغساسنة في قبادوقية واستوطنوا فيها وظهر منهم قساوسة معروفين فين بعد أهمهم اللاهوتي الحارث القبادوقي 
. جاء النص كما ورد عند التلمحري ١٨٦هجري (802  م) ملك على الروم نيقيقور وهو رجل إداري وجبار، ويقال إنه عربي الأصل ، ذلك أن رجلاً يمنياً يدعى جبلة كان يحكم اليمنيين المسيحيين ، ولما دعا محمد العرب إلى الإسلام أسلم جبلة ورفاقه على يد عمر بن الخطاب ، ورافق الأمير إلى مكة ، وفيها هو على مقربة من بيت عبادتهم ، داس أحدهم على رجله ، فالتفت وضرب الفارزي ( يقصد الفزاري ) على وجهه وكسر أنفه ، فقال عمر لجبلة :-
إما أن ترضي الفارزي فيسامحك ، وإما أن تقدم له وجهك ليكسر أنفك . فقال كيف يسمح ملك مثلي لصعلوك أن يضربه ؟ فقال عمر: ولئن كنت أكثر كرامة منه فيما يخص الملكية ، بيد أنكما متساويان في الإسلام . 
فقال جبلة أمهلني حتى الصباح لأقرر أحد الأمرين ، وفي الليل هرب جبلة ورفاقه إلى قبادوقية في بلاد الروم ورجعوا إلى مسيحيتهم ، ونيقفور هذا ينحدر من جبلة  .
والله أعلم.

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دليلية
التعليقات (0)