جولة أردوغان الخليجية تفتح آفاقا واسعة للمستثمرين ورجال الأعمال

profile
  • clock 21 يوليو 2023, 2:18:58 م
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01
متداول

أوضح رجال أعمال وخبراء أن الاتفاقيات التي شهدتها جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخليجية، تفتح الباب أمام المستثمرين والتجار للعمل المشترك في المشاريع المختلفة في عدة مجالات أبرزها "المقاولات والإنشاءات والصناعة والسياحة".

كما تساهم هذه الاتفاقيات، كما قال رجال الأعمال والخبراء في أحاديث منفصلة للأناضول، في زيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بين تركيا ودول الخليج، خاصة تلك التي زارها أردوغان.

وخلال الفترة ما بين 17 ـ 19 يوليو/ تموز الجاري، زار الرئيس أردوغان السعودية وقطر والإمارات، في أول جولة خارجية له منذ إعادة انتخابه في مايو/ أيار الماضي لفترة رئاسية جديدة تستمر 5 سنوات.

وخلال الجولة، عُقدت منتديات أعمال بين تركيا والدول الثلاث، خلصت إلى توقيع اتفاقيات في مجالات متنوعة، لا سيما الاقتصاد والصناعات الدفاعية والطاقة.

  زيارة تاريخية

وقال غزوان مصري، نائب رئيس المنتدى الدولي للأعمال التابع لجمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين التركية (موصياد) وممثله في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حديث للأناضول: "لا شك أن هذه الزيارة تعتبر تاريخية، وأعتقد أن العلاقات مع هذه الزيارة ستصل إلى مستوى عالٍ جدا".

وأضاف: "مستوى توقيع اتفاقيات بين الحكومات، وهذا يخص الحكومات، تفتح المجال بشكل طبيعي أمام المستثمرين ورجال الأعمال، وأيضا اتفاقيات خاصة بين الشركات برعاية حكومية".

وبين أنه في مثل هذه المؤتمرات "يتم توقيع اتفاقيات مشتركة بين الشركات التركية والخليجية، وهذا ما تم في إسطنبول وأيضا ما تم في هذه الزيارة (...) والشركات التركية أصبحت ذات خبرة كبيرة وخاصة الناشطة في مجال المقاولات".

وقال إن "شركات المقاولات موجودة في الخليج، ولديها تجربة كبيرة خاصة في السعودية والإمارات والكويت، لذا من المهم توقيع اتفاقيات تزيل العقبات أمام تنفيذ هذه المشاريع، وإعطاء مشاريع مباشرة إلى الشركات التركية وخاصة في مسألة اعتماد التأمينات البنكية التركية وفي قضية تصنيف هذه الشركات واعتماد هذا التصنيف".

وأشار إلى أهمية وجود قرار سياسي من شأنه أن "يزيل العقبات أمام شركات المقاولات، فهناك مشاريع ضخمة جدا في السعودية والشركات التركية قادرة على الدخول في هذه المشاريع".

  قطاعا الصناعة والسياحة

في حديثه، تطرق مصري للقطاعات الأخرى للشراكة وخاصة الصناعة والسياحة، قائلا: "الخبرة التركية في الصناعة قوية، وممكن نقل هذه التجربة بعمل شراكات في دول الخليج، وهذه النقطة أيضا مهمة جدا لهذه الشراكات".

وتابع: "الشركات التركية قادرة على تأمين ونقل التجربة التركية في الصناعة الغذائية، وأيضا تصنيع المعدات وقطع غيار السيارات، فضلا عن التصنيع العسكري والتقنيات والتكنولوجيا حيث أصبحت الشركات التركية ذات خبرة عالية في هذا المجال، حيث شكّلت هذه النقطة الأخيرة محورا أساسيا في توقيع هذه الاتفاقيات".

وعن القطاع السياحي، قال مصري إن "السياحة من الأمور المهمة حيث تستقطب تركيا سياحا خليجيين، وفي هذه السنة حقق السعوديون رقما قياسيا في زيارة تركيا، وأيضا هذا ما حدث مع الشعب التركي في قضية الحج والعمرة والسياحة وزيارة دبي، ممكن هذه الاتفاقيات أن تعزز وتقوي السياحة".

وذكر أن كلا الطرفين "لديه القدرات لجذب السياح إليهما"، لافتا إلى إمكانية "العمل على السياحة المشتركة مع أوروبا لجذب السياح الأوروبيين عن طريق الشراكة الخليجية التركية".

وختم بالقول: "القطاع الخاص يهمه الشراكة بالمقاولات والتشييد والبناء والبنية التحتية، والصناعة ونقل التجربة التركية والسياحة، وطبيعي هناك قطاعات أخرى لكن هذه أهم ثلاثة قطاعات ممكن الاعتماد عليها في شراكة رجال الأعمال الأتراك مع دول الخليج".
 

  الاستثمارات: العنوان العريض

من ناحيته، قال الباحث القطري في الشؤون الدولية، علي الهيل، للأناضول، إن "الاستثمارات هي العنوان العريض لجولة الرئيس أردوغان الخليجية، وقبل زهاء 22 سنة كان التبادل التجاري بين تركيا ودول المنظومة الخليجية لم يتعدَّ 1.6 مليار، اليوم وصل لزهاء 23 مليار دولار".

وأضاف: "تركيا حسب المعلومات التي لدي حصلت على ما يقارب من مئتي مليار دولار من الدول الثلاث على شكل استثمارات مباشرة وغير مباشرة للسنوات الأربع المقبلة".

وأشار إلى أن "تركيا ودول الخليج العربي تعتبر من الدول الجاذبة للاستثمارات سواء عبر الدولة أو الفرد أو الشركات، وكل ما يتمناه المستثمر بغض النظر عن طبيعته (دولة أو شركة أو فرد) يجده في تركيا ودول الخليج".

واستكمل قائلا: "المتوفر هو البنى التحية من فنادق وطرق ومكاتب وتكنولوجيا واتصالات، والأهم هو توافر الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي ينتج عنه الأمن والأمان هذه هي البيئة الاستثمارية وعوامل نجاحها".

وختم بالقول: "تستطيع تركيا أن تمنح رجال وسيدات الأعمال الخليجيين امتيازات كثيرة، منها إزالة حواجز البيروقراطية والروتين للإسراع بالعمل والإنجاز وفضلا عن منح خصومات للخدمات".

  رغبة بالتعاون

بدوره، قال جمال الدين كريم رئيس جمعية رجال الأعمال العرب والأتراك "آرتياد" للأناضول: "نثمن هذه الزيارة وفيها الخير الكثير، هناك تطور وتشوق كبير من الطرفين سواء التركي أو السعودي أو الإماراتي أو القطري".

وأضاف: "وجدنا رغبة كبيرة جدا بالتعاون من خلال هذه الرحلة الأخيرة، استقبال حافل واهتمام كبير على المستوى الحكومي وعلى مستوى رجال الأعمال وقد حقق الجميع هناك اتفاقيات كبيرة".

وزاد: "وقع العديد من رجال الأعمال اتفاقيات تعاون واستثمار مشترك بين البلدين من خلال الأرقام التي بينها وزير الاقتصاد، حيث تم في الإمارات توقيع اتفاقيات يبلغ إجمالي قيمتها حوالي خمسين مليار دولار، وأيضا وجدنا الجميع متحفزا لزيادة الصادرات والتجارة البينية".

وأشار إلى أن "الاتفاق على رفع نسبة التجارة نحو 40 بالمئة في الوقت القصير القادم، يعدّ شيئا كبيرا ما يفسر أنه عندما تكون العلاقات ودية وقوية بين تركيا والعالم العربي وخاصة الخليج نجد التأثير الكبير على التجارة والاستثمار بين الطرفين".

  رغبة بزيادة الاستثمارات

كريم تحدث عن أهمية الاستثمارات بالقول: "هذه الزيارة تصب في ناحية زيادة الاستثمارات بتركيا، الاستثمارات الإماراتية والسعودية جيدة ولكنها مقارنة باستثمارات الدول بالعالم نجدها متواضعة".

وأردف: "نود من خلال هذه الزيارات وهذه العلاقات القوية أن تزيد الاستثمارات في تركيا التي تستحق ذلك، حيث أن لديها الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا والطاقة المتجددة، وصناعات الطائرات المسيرة، والصناعات الحربية والثقيلة، وهو ما تحتاجه الدول العربية".

وأوضح أنه من الممكن "نقل هذه التكنولوجيا والصناعات إلى العالم العربي"، لافتا إلى أن ذلك يتم "من خلال الزيارات ونقاش العقبات وإزالتها خاصة تلك الموجودة في طريق العلاقات الاقتصادية بين تركيا والبلاد العربية".

وأنهى كريم حديثه قائلا: "من خلال مراقبتنا لاستضافة الوفد لاحظنا وجود حفاوة وقوة في الاستقبال والترحيب سواء في السعودية أو قطر أو الإمارات وهذا دليل أن هناك رغبة كبيرة وجيدة، وأنا أعتقد أنه يجب علينا أن نستغل هذه الفرصة الكبيرة، ولا نفوت الفرص بل يتم الاستعجال وخير البر عاجله".

التعليقات (0)