تكبير الخط تصغير الخط

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن قطاع غزة تحول من أكبر سجن مفتوح إلى أكبر مقبرة مفتوحة بالعالم جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال ندوة بالعاصمة الصينية بكين التي وصلها الاثنين في إطار زيارة رسمية تلبية لدعوة نظيره وانغ يي.

الوزير التركي أضاف أن معاناة الشعب الفلسطيني ليست بجديدة ولم تبدأ منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، بل تمتد إلى سنوات طويلة.

وأوضح أنه لا توجد منطقة آمنة في غزة التي "تشهد كارثة إنسانية على مرأى ومسمع منا جميعا".

وأكد أن تركيا تواصل منذ أكتوبر جهودها لتأمين وقف فوري لإطلاق النار، والحيلولة دون اتساع نطاق الاشتباكات، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل مستمر دون انقطاع.

وأشار إلى توافق تركي صيني فيما يخص ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وموحدة عاصمتها القدس الشرقية في حدود 1967.

وعلى صعيد آخر، حذّر فيدان من مخاطر التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وفي مقدمتها تنظيمات "بي كي كي/ واي بي جي/ واي بي دي" وداعش" و"غولن" الإرهابية.

ولفت إلى استمرار تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي في استغلال الأراضي العراقية والسورية لتنفيذ هجماتها منها ضد تركيا.

وعلى صعيد آخر، قال الوزير التركي إن العلاقات مع دول آسيا الوسطى تشكل إحدى أبرز توجهات السياسة الخارجية التركية.
 

العلاقات التركية الصينية

وعلى صعيد العلاقات بين أنقرة وبكين، أشار فيدان إلى "الروابط الثقافية والتاريخية الثرية" بين البلدين، مؤكدا أنها تشكل "أساس الشراكة الصلبة" بينهما.

ولفت إلى أن جذور التبادل التكنولوجي بين تركيا والصين تمتد إلى الحقبة العثمانية، حين كان العثمانيون يرسلون إلى البلد الآسيوي سفراء ومبعوثين يحملون المسدسات للترويج لها هناك.

وأعرب الوزير عن ترحيبه برؤية العلاقات التركية الصينية التي تتطور بشكل متواصل، خاصة بعد إعلان "الشراكة الاستراتيجية" بينهما عام 2010.

ولفت إلى أن الصين أكبر شريك تجاري لتركيا في آسيا، والثالث عالميا، مبينا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين حطم رقما قياسيا بتجاوزه 48 مليار دولار خلال عام 2023.

فيدان تطرق كذلك إلى اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مبينا أن بلاده تتميز بموقع جيواستراتيجي يمتد من أوروبا إلى الشرق الأوسط، وإلى شمال إفريقيا وآسيا الوسطى.

وشدد على أن موقع تركيا الجغرافي يتيح أيضا الوصول إلى 1.5 مليار نسمة من السكان، وحجم سوق يقدر بـ 28 ترليون دولار، وذلك من خلال رحلات طيران لا تتجاوز 4 ساعات.

وفي سياق متصل، أكد على أهمية وضرورة التعاون التركي الصيني فيما يخص ممرات الإمداد العالمية، لاسيما مواءمة مشروع "الممر الأوسط" التركي ومبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

وأفاد بأن "الممر الأوسط" يختصر المسافة بين أوروبا وآسيا برا بمقدار ألفي كيلو متر، وبحرا بمقدار 15 يوما.

ولفت إلى أن هذه العوامل تجعل المواءمة بين "الممر الأوسط" والحزام والطريق" أمرا طبيعيا.