تكبير الخط تصغير الخط

احتضنت العاصمة الأوزبكية طشقند، السبت، منتدى علماء منظمة الدول التركية.

وشارك في المنتدى بالإنابة عن تركيا، رئيس الشؤون الدينية علي أرباش.

وفي كلمته بالمنتدى الذي حمل اسم "التعليم الماتريدي والحاضر"، أعرب أرباش عن سعادته لحضور المنتدى وزيارة أوزبكستان الصديقة والشقيقة.

وقال إن أوزبكستان وآسيا الوسطى احتضنت على مدى العصور العديد من العلماء والحكماء والمفكرين والمتنورين أمثال البيروني وابن سينا وعلي قوشجو وأولوغباي، والإمامين البخاري والترمذي، وأبي معين النسفي، وشمس الأئمة السرخسي، وبهاء الدين النقشبندي.

ولفت إلى أن الحضارة الإسلامية حضارة معرفة وعلم وحكمة، قائلا: "خلال الفترات التي بنى فيها المسلمون حياة ومجتمعا على أساس الكتاب والسنة، كانت الأرض في وضع أفضل لجميع الناس من حيث السلام والأمن".

وأوضح أرباش في هذا الإطار أن المسلمين يفتقرون إلى الإلمام اللازم بمعرفة كتابهم وسنة نبيهم، وإلى مصادر الإسلام وحضارته في الوقت الراهن.

ورأى أن وضع المسلمين مسافة بينهم وبين ما جاء به الإسلام من رسالات ومبادئ خلال القرون القليلة الماضية، يعد أحد الأسباب الرئيسية للوضع السلبي الذي يعيشه المسلمون في هذه الفترة.

وفي السياق، تسببت المشكلات المصطنعة الناجمة عن الدوافع الدينية والاختلافات الإقليمية والثقافية، بحسب أرباش، في دفع المجتمعات الإسلامية إلى الانخراط في معارك عبثية مع بعضها لسنوات عديدة.

وقد عرّض هذا الوضع العالم الإسلامي لسياسات الاستعمار والغزو للإمبريالية العالمية، حيث إن العالم الإسلامي مرّ بأوقات عصيبة ومضطربة خلال الحروب والاحتلال، وفق أرباش.

كما شدد على أن المسلمين المبتعدين عن جذورهم وقيمهم الحضارية ضعفوا وأصبحوا هدفا لهجمات وحشية ومجازر فظيعة على مدى قرون.

ودعا رئيس الشؤون الدينية التركي في هذا السياق المسلمين إلى نقد الذات ومحاسبة جدية وجذرية.

لكنه استدرك بضرورة عدم الاستسلام لليأس والتشاؤم، قائلا: "الحمد لله، لدينا العزيمة والإيمان والحضارة لحل جميع مشكلاتنا".

وأوضح أرباش بالقول: "لأننا أتباع آخر وأكمل شريعة بعثها الله تعالى إلينا".

وأكد أن نور القرآن والسنة كاف لحل المشكلات العظيمة التي تواجهها البشرية والعالم الإسلامي بصفة خاصة.

وتابع أنه بات من واجب العلماء والمثقفين والعلماء والهيئات الدينية، إنتاج المعرفة التي تحل مشكلات العصر في ضوء الكتاب والسنة ومكتسبات الحضارة وتقديمها لمصلحة البشرية.

وشارك في المنتدى، إلى جانب أرباش، رئيس إدارة مسلمي أوزبكستان المفتي العام نور الدين خالق نظر، والأمين العام لمنظمة الدول التركية قوبانيتش بيك عمر علييف.

كما شارك في المنتدى رئيس إدارة مسلمي أذربيجان القوقاز "الله شكر باشا زادة"، ورئيس إدارة مسلمي كازاخستان نوروز باي تاغانولي، ورئيس إدارة مجلس علماء مسلمي قرغيزيا عبد المناب ماسالييف، والمفتي العام لتركمانستان يالقاب خوجة غولييف، وعدد كبير من المدعوين.

وتأسست منظمة الدول التركية (المجلس التركي سابقا) في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2009، وتضم تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزيا وأوزبكستان، فيما تحمل كل من المجر وتركمانستان وشمال قبرص التركية صفة عضو مراقب فيها.