تكبير الخط تصغير الخط

تؤشر تقديرات مؤسسات اقتصادية دولية، مثل وكالات التصنيف الائتماني، وخبراء اقتصاد، إلى أن 2024 سيكون عاما صاعدا للاقتصاد التركي.

ومنذ الربع الثالث 2023، عدلت المؤسسات الدولية والبنوك الاستثمارية الأجنبية توقعاتها لتركيا "بشكل إيجابي"، عقب سياسات الإدارة الاقتصادية الجديدة والإجراءات المتشددة للبنك المركزي التركي، في سياستها النقدية والمالية.

أحدث التصريحات بشأن صعود مرتقب للاقتصاد التركي في 2024، كان على لسان تيموثي آش الخبير الاستراتيجي في الأسواق النامية بمركز إدارة الأصول "بلوباي" (Bluebay).

وفي مقابلة مع الأناضول على هامش فعاليات منتدى قناة TRT World التركية الناطقة بالإنجليزية الذي عقد في إسطنبول، أكد آش أن "تطورات إيجابية" سيشهدها الاقتصاد التركي عام 2024.

وعقدت في مدينة إسطنبول يومي 1 و2 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، فعاليات منتدى قناة TRT World تحت شعار: "الازدهار معا: المسؤوليات والإجراءات والحلول".

وفي حديثه، أوضح آش أن التغيير في الإدارة الاقتصادية وعودة الثقة بتركيا، يبعث الأمل في عودة الاستثمارات التكنولوجية إليها، خاصة أن المستثمرين الدوليين يريدون العودة مع توقعات استقرار الليرة العام المقبل وبدء عملية انخفاض التضخم.

وقال: "الاستقرار في الاقتصاد الكلي كان غائبا في الآونة الأخيرة، لكن مع الفريق الاقتصادي الجديد وقيادته (وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك) وقيادة البنك المركزي (حفيظة أركان) رأينا سياسات شاملة ومقنعة".

وفي 3 يونيو/ حزيران الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تشكيلة الحكومة الرئاسية الجديدة عقب انتهاء مراسم تنصيبه لولاية جديدة.

وتسلم ملف الاقتصاد الوزير شيمشك الذي سبق أن تولى منصبي وزير المالية ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية بين عامي 2009 و2018، وحظي بتقدير كبير من المستثمرين حينها.

وأضاف آش: "نرى أنه من المنطقي الاستثمار هنا (تركيا) بالنظر إلى المهارات وإمكانات الإنتاج".

وشهدت تركيا نمواً في محافظ الاستثمار المتعلقة بالتكنولوجيا والمركبات، والصناعات الدفاعية.. "وفي مجال الطائرات المسيرة والتكنولوجيا العسكرية"، بحسب الخبير الاقتصادي.

وزاد: "تركيا حققت تقدما سريعا على منافسيها مع نمو إنتاج السيارات الكهربائية والقطاع السياحي.. الدولة لديها مجتمع شاب وديناميكي، ويتطلعون إلى التكنولوجيا العالية.. هذا ما شاهدناه في مهرجان "تكنوفيست" لتكنولوجيا الطيران والفضاء".

ويعتبر تكنوفيست وسيلة مهمة في تركيا لاكتشاف مواهب الشباب المشاركين، لعرض ابتكاراتهم التكنولوجية مثل الصواريخ والروبوتات، بدعم من مؤسسات حكومية.

"كذلك، من المهم القول إن تركيا لديها قطاع مصرفي جيد للغاية وقطاع تصنيع قوي، وموقع جغرافي جيد. وتعمل على التصنيع والتصدير".

** استقرار الليرة

ويرى آش أن "عملية انخفاض معدلات التضخم ستبدأ في تركيا وستستقر الليرة ثم نشهد تدفق رؤوس الأموال إليها.. هناك رغبة لدى عالم الأعمال في الاستثمار داخل تركيا مرة أخرى.. عام 2024 سيكون عاما مثيرا لتركيا".

"تم جني عشرات مليارات الدولارات من السياحة، وهذا أمر عظيم جدا بالنسبة للنمو، وللتوظيف، وللحساب الجاري مما يعزز الاستقرار المالي الكلي"، وفق آش.

** تصريحات عادلة

وبخصوص التوترات المتصاعدة بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، قال آش إن انتقادات الرئيس رجب طيب أردوغان لإسرائيل كانت "تصريحات عادلة" رغم أنها أزعجت الدول الغربية.

ودعا الدول الغربية إلى الاعتدال والتوازن في نهجها حيال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مضيفا "هناك حاجة إلى عملية حل تتضمن تركيا".