بين الغواصة تيتان والحلزون الخارق.....إمكانيات البشر تقف عاجزة أمام قدرة الله

profile
  • clock 25 يونيو 2023, 2:34:41 م
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01

انشغل العالم في الأسبوع الماضي بحادثة اختفاء الغواصة "تيتان" (Titan) التابعة لشركة "أوشن غيت" (OceanGate) والتي انقطع الاتصال بينها وبين السفينة المصاحبة لها بعد ساعة و45 دقيقة من بدء عملية الغوص في رحلة استكشافية لحطام السفينة الغارقة "تايتنك" (Titanic) تستغرق ساعتين.

هل تعلم أن هيكل الغواصة "تيتان" تم تصميمه من "التيتانيوم" وهو اقوي من "الفولاذ" بخمس  مرات، بالإضافة إلي قدرته الفائقة علي مقاومة الضغط والتآكل، ناهيك عن احتوائها علي أحدث أنظمة التحكم والإتصال، ورغم ذلك تحطمت علي عمق 3800 متر تحت سطح المحيط الأطلسي !!.

وعلى النقيض من الغواصة التي لم تتحمل ضغط الماء رغم  مواصفاتها القوية يوجد مخلوق رخو خلقه الباري سبحانه يتحمل   ضغط 8300 متر  تحت سطح الماء 

إليكم هذا المخلوق الخارق الذي يمكنه العيش تحت عمق 8300 متر اي أعمق من المدي الذي تحطمت فيه الغواصة "تيتان" بأكثر من الضعف ..

في شهر ابريل الماضي أي منذ حوالي شهرين فقط اكتشف علماء من مركز "أبحاث أعماق البحار" بجامعة "مينديرو" في "أستراليا" وجامعة "طوكيو للعلوم البحرية والتكنولوجيا" نوع جديد من اسماك "الحلزون" وهو يسبح علي عمق 8300 متر

السمكة التي تم العثور عليها في خندق "إيزو أوغاساوارا" ، جنوب شرق اليابان، وصفها العلماء بأنها "معجزة حية" نظراً لأعتقادهم سابقآ بأنه من المستحيل أن تتمكن الأسماك من الحياة في مثل هذا العمق ..

لبيان صعوبة الأمر فإن الضغط الواقع علي بدن السمكة في هذا العمق يوازي 800 مرة مثيله علي السطح ( تخيل فيل يحاول الوقوف علي ظفرك ) ناهيك عن الظلام الدامس والتيارات البحرية القوية

هذا الأمر يدعونا للتأمل في خلق الله والوقوف عاجزين أمام قدرته التي لا حدود لها ...

لكن كيف استطاعت هذه السمكة البقاء علي قيد الحياة في مثل هذه الظروف ؟!

يقول "ماكنزي جيرنجر" عالم الأحياء بجامعة "نيويورك" واحد المشاركين في الاكتشاف المذهل

بعكس معظم الأسماك التي تعيش في المياه الضحلة والتي تمتلك مثانة هوائية تساعدها علي الطفو، فإن هذه السمكة ليس لديها هذا العضو من الأساس، بالإضافة إلي أن جلدها مكون من مادة هلامية، واشواك مرنة، وكأنها كرة مطاطية يمكنها تغيير شكلها متي أرادت !!

لكن كان السؤال الأصعب، والذي تسبب في حيرة العلماء المشاركين في الدراسة كيف تمكنت السمكة من التحكم في استقرار البروتينات المجهرية داخل الخلايا ؟!

فقد اكتشف العلماء أن السمكة تنتج مادة كيميائية خاصة هذه المادة المعجزة تمنع البروتينات من التغير، وتمنحها الاستقرار المطلوب علي الرغم من الإجهاد البدني الشديد في هذا العمق السحيق ..

قد يتسائل البعض عن كيفية الوصول إلي هذا العمق الساحق وتصوير هذه السمكة المعجزة ؟!

تم الامر بواسطة "مسبار "غير مأهول مزود بكاميرا متطورة يتم التحكم فيها عن بعد بواسطة "قضيب معدني" متصل بمركبة علي السطح (ملحوظة المسبار يختلف عن الغواصة فكلما قل حجم الجسم أمكنه مواجهة الضغط، ناهيك عن عدم وجود فراغات يمكن أن تتسبب بإنسحاق المسبار الي الداخل مثلما حدث في الغواصة تيتان)

كذلك فإن الاكتشاف تم داخل خندق عميق، مما يعني عدم وجود تيارات بحرية قوية (بسبب انحصارها داخل الخندق) وبسبب عدم وجود عنصر بشري فيمكن تنحية عنصر الأكسجين تماماً والتحكم في مدة بقاء المسبار تحت الماء لأطول فترة ممكنة ..

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)