هنية للأناضول: مواقف الرئيس أردوغان بشأن غزة محل احترام وتقدير شعب فلسطين

profile
  • clock 21 أبريل 2024, 10:01:52 ص
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01
الأناضول

رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية في مقابلة مع الأناضول:
- ما قاله الرئيس أردوغان بشأن حماس وغزة يعكس وجدان الشعب التركي الذي يرى في القضية الفلسطينية قضيته وفي غزة معيارا للإنسانية.
- نتابع دفاع تركيا عن الحقوق الفلسطينية باعتزاز لما تمثله تركيا في المنطقة من ثقل سياسي وإقليمي ودولي.
- ردة الفعل الإسرائيلية تجاه مواقف الحكومة التركية الداعمة لحماس تعد وقاحة سياسية وتعكس طبيعة الاحتلال الذي يريد أن يستمر في قتل الشعب الفلسطيني ولا يستوعب إطلاقا أي مواقف مساندة لهم من أي بلد.
ـ وكالة الأناضول بما تشغله من مساحة واسعة بالفضاء الإعلامي فإن ما تقوم به لا شك له تأثيراته على الأبعاد الإنسانية والسياسية وكذلك الأبعاد المعنوية لشعبنا الفلسطيني.
ـ كتاب (الدليل) الذي أصدرته الأناضول يوثق مجازر ومذابح وإعدامات وصور الدمار الشامل في غزة واستحق أن يكون أحد الأدلة التي تم تقديمها من خلال المجموعة القانونية بمحكمة لاهاي.

ـ موقف واشنطن بشأن اجتياح رفح مخادع ونحن لم نقع في فخ تبادل الوظائف بين الأمريكان والإسرائيليين.
ـ إذا قرر العدو الإسرائيلي أن يذهب إلى رفح فإن شعبنا الفلسطيني أيضا لن يرفع الراية البيضاء والمقاومة مستعدة للدفاع عن نفسها والتصدي للعدوان.
ـ إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية ونرحب بأي قوة عربية أو إسلامية إذا كانت مهمتها مساعدة شعبنا على التحرر من الاحتلال أما أن تأتي لتوفر حماية لإسرائيل فهي بالتأكيد مرفوضة.
ـ حماس ليست متمسكة بالتمثيل المنفرد فنحن جزء من الشعب الفلسطيني ويمكن أن نبني حكومة وحدة وطنية وأن نتوافق على إدارة غزة على قاعدة الشراكة.
ـ الاحتلال واهم باعتقاده أن مجزرة تطال بيتي وأولادي وأحفادي يمكن أن تشكل ضغطا على قيادة الحركة ورئيسها لتقديم تنازلات بمفاوضات وقف إطلاق النار.
ـ إسرائيل حتى اللحظة ورغم عشرات الجلسات لم توافق على وقف إطلاق النار وكل ما تريده استعادة أسراها ثم استئناف الحرب على غزة وهذا لا يمكن أن يكون.
ـ في الوقت الذي يتوقف فيه العدوان الإسرائيلي على غزة سيسود الهدوء الجبهات الأخرى المشتعلة في المنطقة.
ـ يجب أن تواصل محكمة العدل الدولية إجراءاتها لاتخاذ قرار لوقف المذبحة داخل غزة أولا وتقديم قادة الاحتلال الإسرائيلي بوصفهم مجرمي حرب إلى المحاكمة.

أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، عن تقديره لمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن غزة، مؤكدا أنها محل احترام وتقدير من الحركة ومن الشعب الفلسطيني.

جاء ذلك في مقابلة أجراها هنية مع الأناضول على هامش زيارته التي يجريها في الوقت الراهن إلى تركيا.

وفي وقت سابق السبت، التقى الرئيس أردوغان مع هنية في قصر "دولمة بهجة" بإسطنبول، وبحثا "الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها غزة".

وأكد أردوغان لهنية، وفق بيان صادر عن الرئاسة التركية، أن "تركيا تواصل مساعيها الدبلوماسية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، وتشدد في كل فرصة على الحاجة إلى وقف عاجل ودائم لإطلاق النار وعلى إنهاء الأعمال الوحشية".- جهود تركية مقدرة

وفي معرض حديثه عن لقائه مع الرئيس أردوغان، قال هنية: "زيارتنا لتركيا تندرج في سياق العلاقة التاريخية والمتميزة بين تركيا وفلسطين، وبين الشعبين التركي والفلسطيني".

وأضاف: "اليوم كان لنا لقاء مهم مع الرئيس أردوغان وبحضور وزير الخارجية هاكان فيدان وعدد من المسؤولين بالدولة التركية، تناولنا خلاله عددا من الملفات على رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني خلال الشهور السبعة الماضية".

وتابع: "استعرضنا العلاقات الثنائية واستمعنا إلى ما تقوم به تركيا من جهود سياسية ودبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، وكذلك المساعدات والإغاثة التي ترسلها إلى غزة عبر معبر رفح".

ولفت إلى أن اللقاء تطرق أيضا إلى "الإجراءات التي اتخذتها تركيا خلال الفترة الأخيرة بشأن طبيعة العلاقة مع الاحتلال، لاسيما موضوع التجارة".

وأردف: "استمعنا من الرئيس في لقاء اليوم أن هناك قرارات اتخذت بشأن وقف الحركة التجارية مع إسرائيل وطالت هذه القرارات نسبة كبيرة من الحركة التجارية".

حذر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، من إقدام الجيش الإسرائيلي على اجتياح مدينة رفح، مؤكدا في الوقت ذاته على جاهزية فصائل المقاومة على الأرض.

 

وفي وقت سابق السبت، التقى الرئيس أردوغان مع هنية في قصر "دولمة بهجة" بإسطنبول، وبحثا "الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها غزة".

وأكد أردوغان لهنية، وفق بيان صادر عن الرئاسة التركية، أن "تركيا تواصل مساعيها الدبلوماسية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، وتشدد في كل فرصة على الحاجة إلى وقف عاجل ودائم لإطلاق النار وعلى إنهاء الأعمال الوحشية".

وأشار هنية إلى أن "المقاطعة الاقتصادية أحد الوسائل المجدية والمعبرة عن ضمير الأمة لردع العدو الإسرائيلي الذي ولغ في دماء الأطفال والنساء والشيوخ ويهدد الآن بالدخول إلى رفح ليرتكب مجزرة ومذبحة جديدة ويعبث بمقدسات المسلمين خاصة بالقدس والمسجد الأقصى".

وأردف: "عبّرنا في لقائنا بالرئيس أردوغان عن شكرنا وتقديرنا للمواقف التركية التي صدرت خاصة خلال لقاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، بجانب تصريحات الرئيس أردوغان باعتباره حماس حركة تحرر وطني وربطها بسياق الحركة الوطنية خلال حرب الاستقلال في تركيا".

ومضى هنية يقول: "هذا بالتأكيد محل احترام وتقدير منا ومن الشعب الفلسطيني".

وتابع: "الرئيس أردوغان يقول الحقيقة، فحماس حركة تقاوم الاحتلال لتحرر أرضها وشعبها ومقدساتها من ظلم الاحتلال الإسرائيلي، كما أن الحديث عن أهمية القضية الفلسطينية في أجندة السياسة التركية قديما وحديثا، وما تمثله غزة في الوجدان التركي، كل ذلك كان محل تقديرنا".

وبحسب هنية، فإن ردة الفعل الإسرائيلية تجاه مواقف الحكومة التركية من حماس "تعد وقاحة سياسية وتعكس طبيعة الاحتلال الإسرائيلي الذي يريد أن يستمر في قتل الشعب الفلسطيني، ولا يستوعب إطلاقا أي مواقف مساندة لهم من أي بلد كان، خاصة تركيا بحجمها الإقليمي وموقعها الإسلامي وبعلاقتها التاريخية بالقضية الفلسطينية".

وأوضح: "ما قاله الرئيس أردوغان بشأن حماس وغزة وبشأن القضية الفلسطينية يعكس وجدان الشعب التركي الذي يرى في القضية الفلسطينية قضيته، ويرى غزة معيارا للإنسانية، ومعيارا للظلم الذي يقع على الشعب الفلسطيني الذي يجب أن تتكاتف كل الجهود لوقف العدوان المستمر عليه بدعم أمريكي".

وأضاف: "هذا السياق السياسي والتاريخي والفكري للرئيس أردوغان والشعب التركي تجاه القضية الفلسطينية يذكرنا بالمحطات التاريخية في مواجهة الصلف الإسرائيلي، مثل مواجهة شمعون بيريز خلال خطاباته بالأمم المتحدة، ورفع الرئيس خارطة فلسطين، وتبيان الكيفية التي تمت بها احتلال فلسطين بشكل متدرج".

وتابع: "الدفاع عن الحقوق الفلسطينية نتابعه دائما باعتزاز وأهمية بالغة لما تمثله تركيا في المنطقة من ثقل سياسي إقليمي ودولي، وبما تمثله القضية الفلسطينية وغزة عند الشعب التركي الذي نذكر له جيدا تقديمه ثلة من الشهداء بسفينة مرمرة وأسطول الحرية التي ارتقى فيها 10 من الشهداء من أجل كسر حصار غزة".                                          - التطورات بغزة والضفة

وعن الوضع بالأراضي الفلسطينية، قال هنية: "استعرضنا التطورات التي تجري على أراضي الضفة والقدس والأقصى، خاصة أن الأيام المقبلة تحمل أخطارا حقيقية على الأقصى فيما يسمى بعيد الفصح الإسرائيلي، والتشجيع على ذبح القرابين داخل المسجد، علما أن معركة طوفان الأقصى انطلقت بالأساس من أجل الأقصى والقدس".

وبشأن غزة، قال: "قدمنا تفصيلا وشرحا وافيا عن الأوضاع الإنسانية والمعيشية والأمنية المترتبة على ما قام به الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك تناولنا السياقات المتعلقة بالمفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار".

وزاد: "أوضحنا بشكل واضح أن حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية متمسكة بمطالبها، وهي وقف إطلاق النار الدائم في غزة، والانسحاب الشامل من كل مناطق القطاع، وعودة النازحين بشكل كامل إلى مناطق سكنهم، وموضوع الإيواء والإعمار ورفع الحصار، والتوصل إلى صفقة تبادل مشرفة".

وأوضح هنية: "أكدنا على مواطن المرونة التي أظهرتها الحركة خلال الشهور الماضية من خلال المفاوضات، ولكن التعنت ظل صفة لازمة للموقف الإسرائيلي".

وأشار إلى أن تل أبيب "تتحمل مسؤولية تعثر المفاوضات وعدم التوصل لاتفاق، وكذلك الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل سواء على صعيد المباحثات أو عبر إعطاء الغطاء لاستمرار حرب الإبادة الجماعية على غزة".

- اجتياح رفح والموقف الأمريكي

وتعليقا على التصريحات الإسرائيلية بشأن قرب اجتياح مدينة رفح، قال هنية: "من الواضح جدا أن العدو الإسرائيلي لديه قرار بأن يستبيح كل نقطة وكل مكان وكل مدينة في غزة، لا سيما أنه يتحدث عن رفح منذ شهور".

وبشأن موقف واشنطن من الاجتياح، أوضح أن "الموقف الأمريكي مخادع، وحديثهم عن أنهم بحاجة لرؤية خطط تجنب حدوث أذى للمدنيين، ما هو إلا عملية خداع".

ودلل هنية على ذلك بقوله: "كل المدنيين الذين قتلوا بغزة، استشهدوا بالأسلحة والصواريخ الأمريكية وبالغطاء السياسي الأمريكي".

وزاد: "حينما تقف واشنطن داخل مجلس الأمن وتلجأ لسلطة الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار.. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الولايات المتحدة تعطي الغطاء الكامل لاستمرار القتل والمذبحة تجاه غزة، وحينما تتخذ واشنطن أمس قرار فيتو ضد اعتبار دولة فلسطين عضوا كامل العضوية بالأمم المتحدة يعني ذلك أنها تتبنى الموقف الإسرائيلي وهي التي تقف بوجه حقوق الشعب الفلسطيني".

واسترسل: "لذلك نحن لم نقع في هذا الفخ.. فخ الخداع وما يسمى تبادل الوظائف بين الأمريكان والإسرائيليين.. نحن نحذر من الدخول إلى رفح، لأن هذا قد يسبب مذبحة كبيرة ضد شعبنا الفلسطيني".

ودعا هنية "جميع الدول الأشقاء في مصر وتركيا وقطر وكل الدول الأوروبية وغيرها ذات الصلة المباشرة، إلى "التحرك من أجل لجم العدوان الإسرائيلي ومنع الدخول إلى رفح، بل وضرورة الانسحاب الكامل من قطاع غزة وإنهاء العدوان".

واستدرك قائلا: "أما إذا قرر العدو الإسرائيلي أن يذهب إلى رفح، فإن أيضا شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، والمقاومة في رفح هي أيضا مستعدة لتدافع عن نفسها وتتصدى للعدوان، وتحمي نفسها وشعبها".

- مستقبل إدارة غزة

وتحدث هنية عما ستؤول إليه الأمور بالنسبة لإدارة قطاع غزة عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية قائلا: "هناك خيارات وبدائل تطرح بوجود قوة عربية مثلا، وتسمى بعض الدول".

وأضاف: "نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية إذا كانت مهمتها إسناد شعبنا الفلسطيني ومساعدته على التحرر من الاحتلال (إسرائيل)، أما أن تأتي قوة عربية أو دولية لتوفر حماية للاحتلال فهي بالتأكيد مرفوضة".

وأردف هنية: "هناك بدائل طرحت ولكنها غير عملية ولا يمكن أن تنجح"، مشددا على أن "إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية".

قال هنية: "دعونا إلى ترتيب البيت الفلسطيني على مستويين، وهما مستوى القيادي بإطار منظمة التحرير الفلسطيني بحيث يتم إعادة بناء منظمة التحرير لتشمل كافة الفصائل".

وأضاف: "المستوى الثاني هو تشكيل حكومة وطنية للضفة الغربية وغزة يكون لها ثلاثة مهمات، الأولى الإشراف على الإعمار (في غزة)، والثانية توحيد المؤسسات في الضفة والقطاع، والثالثة التحضير لإجراء الانتخابات العامة رئاسية وتشريعية".

وتابع هنية: "لذلك نحن نرى تشكيل حكومة توافق وطني لغزة والضفة تكون مشرفة على غزة وإدارة غزة بعد نهاية الحرب".

وأشار إلى أن "حماس ليست متمسكة بالتمثيل المنفرد، فنحن جزء من الشعب الفلسطيني ويمكن أن نبني حكومة وحدة وطنية وأن نتوافق على إدارة غزة على قاعدة الشراكة".

وشدد هنية، على أن "هذه قضايا (إدارة غزة) وطنية ولن نسمح للاحتلال أو غيره في ترتيب الوضع الفلسطيني في غزة أو الضفة أو كليهما".

- مجزرة العيد

وتعليقا على مقتل 3 من أبنائه وعدد من أحفاده في غارة إسرائيلية بقطاع غزة في 10 أبريل/ نيسان الجاري، قال هنية: "أولا نسأل الله أن يرحم الشهداء ويتبقل الأبناء والأحفاد، هذه الجريمة تعكس 3 دلالات: الأولى فشل العدو بتحقيق أهدافه العسكرية على مدار 7 أشهر".

وأضاف: "العدو الإسرائيلي لم ينجح إلا بقتل آلاف الأطفال والنساء وكبار السن من المدنيين، وبالتالي مجزرة العيد التي راح ضحيتها 3 من الأبناء و5 من الأحفاد تندرج في هذا السياق وتؤكد على فشل هذا العدو".

الدلالة الثانية وفق هنية، أن "الاحتلال يعتقد أن مجزرة تطال بيتي وأولادي وأحفادي يمكن أن تشكل ضغطا على قيادة الحركة ورئيسها لتقديم تنازلات بمفاوضات وقف إطلاق النار الجارية، وهو واهم".

وتابع: "أكدنا دائما أن مطالب الشعب الفلسطيني لا يمكن أن نفرط فيها ولا يمكن أن نتنازل عنها، سواء فيما يتعلق بقضية غزة وشروط وقف العدوان، أو فيما يتعلق بحقوقنا الفلسطينية التاريخية الثابتة في أرضنا، وفي وطننا وعودة الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس بلا أي تفريط أو تردد".

وأضاف: "الدلالة الثالثة التي أريد أن أشير إليها أن ابنائي جزء من شعبنا الفلسطيني، فحالنا مثل حال شعبنا، نعيش مع أهلنا، بيوتنا أبناؤنا، أحفادنا، دورنا هي كلها معرضة لما يتعرض له شعبنا الفلسطيني، وقلت منذ اللحظة الأولى، إن دم أبنائي ليس أغلى من أبناء شعبنا الفلسطيني بغزة والضفة وكل مكان".

واسترسل هنية: "كل أبناء غزة والضفة الشهداء هم أبنائي تماما مثل شهدائنا بالخارج، لذلك نحن متساوون في الحقوق والواجبات وفي دفع الأثمان، ونحن نقبل كل ذلك بصدر رحب وتسليم وثبات وعزيمة وإرادة لا تلين، ونؤكد أننا سنمضي على هذا الطريق مهما كانت التضحيات".

وزاد: "أوجه شكري إلى الشعب التركي الذي أقام في أكثر من 30 ولاية صلاة الغائب على أرواح الشهداء الأبناء والأحفاد، وهذا دليل على وحدة الأمة ووحدة مشاعرها كما حصل في بلاد أخرى مثل باكستان وغيرها".

- عرقلة إسرائيلية وأمريكية للمفاوضات

وفي إجابته على سؤال مطالب حركة حماس في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، قال هنية: "من البداية كانت مواقفنا واضحة، نريد أن نوقف العدوان على شعبنا".

وأضاف: "وقف العدوان أولوية عندنا، ومن أجل ذلك وافقنا على الدخول بمفاوضات شريطة أن تفضي إلى وقف إطلاق نار دائم وإلى انسحاب شامل وعودة كل النازحين وصولا إلى صفقة تبادل مشرفة".

ووفق هنية، فإن إسرائيل "حتى هذه اللحظة، ورغم عشرات الجلسات، وعشرات الأوراق المتبادلة عبر الوسطاء، إلا أنها لم توافق على وقف إطلاق النار، وكل ما تريده استعادة أسراها ثم استئناف الحرب على غزة، وهذا لا يمكن أن يكون".

وقال هنية: "العدو الإسرائيلي يريد لحماس وللمقاومة أن توافق على خرائط لانتشار الجيش الإسرائيلي، كأننا نشرعن احتلال القطاع أو جزءا من القطاع، وهذا لا يمكن أن يتم، يجب أن يتحقق الانسحاب الكامل من غزة".

وأردف: "هو لا يريد أن يعود النازحون إلى شمال غزة وإلى أماكن سكناهم، فقط يوافق على عودة متدرجة وبأعداد محدودة وهذا أيضا لا يمكن أن يتم".

واسترسل: "هو لا يريد أن يعطي الاستحقاق المطلوب لعملية التبادل ويضع أعدادا بسيطة جدا، ويريد أن يتحكم بها، في حين أنه اعتقل حديثا ما يقرب من 14 ألف فلسطيني منذ 7 أكتوبر من الضفة الغربية وغزة".

وأضاف: "لذلك الذي يعرقل التوصل لاتفاق هو الاحتلال، كما أن الذي يعرقل التوصل لاتفاق أيضا الإدارة الأمريكية التي تتبنى في كل محطة مفاوضات الرؤية الإسرائيلية، ولا تشكل أي ضغط على الاحتلال ليستجيب إلى المطالب المنطقية والصحيحة، وفي الوقت الذي يوافق فيه الاحتلال على مطالبنا بالتأكيد سنكون جاهزين للتوقيع على الاتفاق".

وزاد: "كل ورقة تقدمها حماس تثبت دول مصر وقطر وتركيا وروسيا بجانب الأمم المتحدة والولايات المتحدة أطرافا ضامنة للاتفاق، لكن في كل مرة الجانب الإسرائيلي يرفض أن تكون تركيا وروسيا ضمن الدول الضامنة لذلك نحن متمسكون بذلك رغم الرفض الإسرائيلي".

- الوضع الإنساني بغزة

وقال هنية إن إسرائيل منذ 7 أكتوبر "اعتمدت استراتيجية تقوم أولا على القصف الجوي الواسع في غزة ثم الدخول البري، ثم ما يسمى المرحلة الثالثة وهي القتل الانتقائي، كما استخدمت أيضا الحصار العسكري والإنساني لقطاع غزة عموما وللشمال بشكل خاص".

وأضاف: "دمر الاحتلال المستشفيات والمدارس والجامعات والبنية التحتية والمخابز والصيدليات ومصانع الأدوية، ولم يبق شيئا على الإطلاق".

وتابع: "غزة وشمال القطاع أمضيا أكثر من 5 شهور دون أن يدخل إليهما أي شيء، واستخدم الاحتلال سلاح التجويع لكسر إرادة الناس وأيضا للضغط عليهم من أجل ان يهاجروا من الشمال إلى الجنوب وبالتالي تفريغ غزة والشمال واعتبارها منطقة أمنية أو جزءا من غلاف غزة بالمستقبل، ومازال يدفع بهذا الاتجاه".

وأشار هنية إلى "الظروف الإنسانية الصعبة جدا سواء المتمثلة بعدد الشهداء والجرحى أو فيما يتعلق بالشهداء الذين هم تحت الأنقاض، فهناك آلاف من الشهداء تحت الركام".

وزاد: "هناك مقابر جماعية وربما شاهدتم وتشاهدون عبر الفضائيات في كل يوم كيف نكتشف ويكتشف العالم المزيد من المقابر الجماعية بسبب الإعدامات الميدانية التي قام بها العدو الإسرائيلي وممارسات القتل العشوائي والجماعي".

وتساءل: "ماذا يفعل الاحتلال بالأسرى الذين يسميهم أسرى غير شرعيين، هناك تعذيب وإعدامات وجرائم يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد أسرانا بالسجون، وهو يمنع الصليب الأحمر من الوصول إلى المعتقلات ومراكز التوقيف والسجون الإسرائيلية، كما يمنع الأمم المتحدة أن تعمل حتى في مناطق قطاع غزة".

واسترسل: "يمنع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ’الأونروا’ ويريد أن يغلقها، لأنها عنوان يتعلق باللاجئين الفلسطينيين وبحقوقهم في غزة والضفة ولبنان وسوريا والأردن، لذلك الأوضاع الإنسانية أوضاع في غاية الصعوبة وغاية القسوة".

وأضاف: "لطالما كان أحد الشروط للتوصل لاتفاق مع إسرائيل هو إدخال مساعدات لغزة بما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز والبنية التحتية والإيواء والإعمار".

وتابع: "الكارثة الإنسانية بسبب العدوان في غزة كانت أحد المواضيع التي بحثتها اليوم في لقائي بالرئيس أردوغان، وتشجيع تركيا أن تستمر في تقديم وتوسيع وضخ المزيد من المساعدات والإغاثة إلى أهلنا في غزة وخاصة بشمال القطاع ومدينة غزة".

- صمود فصائل المقاومة

أشار هنية إلى أن "المقاومة في غزة مازالت ثابتة وصامدة وتقاوم وتدافع عن شعبنا الفلسطيني، ومنذ السابع من أكتوبر وحتى الآن هي في موقع الاقتدار وقدمت شيئا يشبه المعجزة في الهجوم، والمعجزة في الدفاع، سواء في السابع من أكتوبر أو خلال الشهور الماضية".

وأضاف: "الفصائل الفلسطينية تقاوم الاحتلال في كل محاور القتال، وتقاوم بأساليب متنوعة، بخطط دفاعية وهجومية، ولديها قدرة عالية جدا على التعامل مع الأوضاع الميدانية والمستجدات الأمنية، وأثبتت أن لديها إرادة قوية لا تلين تستمدها بعد الله من إرادة شعبنا وحاضنته في غزة".

وزاد: "هذه الحاضنة العظيمة في صمودها وثباتها وشموخها وفي قدرتها على تحمل هذه الحرب العالمية والكونية، لذلك المقاومة تدلل على إعدادها الطويل بأنها تجهزت جيدا على مثل هذه المواجهات والمعارك".

وقال هنية: "المقاومة على أرض غزة في موقع القدرة على الاستمرار بالدفاع عن شعبنا، والعدو لن يستطيع كسر بندقية المقاومة ولا خفض رايتها ولا هزيمة إرادتها".

وأضاف: "هذا هو شعبنا أيضا بالضفة الغربية التي تشهد مقاومة متجددة متواصلة في مواجهات بمناطق مختلفة، وهكذا كان أيضا في لبنان حيث جبهات المقاومة".

وأوضح هنية أن إسرائيل "كانت تريد أن تستفرد بقطاع غزة ولكن في إطار التلاحم بين جبهات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن، وجدت نفسها في مقاومة أوسع".

ولفت إلى أن "الضغط الهائل الذي يمارسه الإخوة باليمن على حركة الملاحة المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي له تأثيراته الواضحة جدا على اقتصاد إسرائيل واقتصاد الشركات والسفن المتعاملة معه بشكل أو بآخر".

- توسع رقعة الحرب

وقال هنية إن "رقعة المواجهة مع إسرائيل تتوسع في الإقليم سواء كان في لبنان أو العراق واليمن وسوريا وصولا إلى إيران، وكل ذلك مرتبط باستمرار العدوان والحرب وحرب الإبادة على قطاع غزة، وأعتقد أنه في الوقت الذي يتوقف فيه العدوان على غزة بالتأكيد فإن هذه الجبهات سيسودها الهدوء".

وأضاف: "ليس سرا أن إيران تقدم دعما عسكريا وماليا للمقاومة في فلسطين وكذلك تقنيا، هذا أمر معروف منذ سنوات ولديها أيضا استراتيجية وسياسة لاستمرار هذه الدعم في ظل طوفان الأقصى والحرب على قطاع غزة".

وحمّل هنية إسرائيل مسؤولية توسع الحرب بالمنطقة وقال إن "التطور الأخير الذي جرى هو أن الاحتلال الإسرائيلي قصف مقر البعثة الإيرانية في دمشق واستشهد عدد من قادة الحرس الثوري، لذلك الكل كان يتوقع أن إيران لا يمكن أن تسكت على هذا العدوان الذي مس سيادتها بشكل مباشر".

وزاد: "قصف البعثة الإيرانية في دمشق يدلل على أن الاحتلال الإسرائيلي فهم خطأ سياسة الصبر الاستراتيجي الذي رفعته طهران سابقا".

وتابع: "الكل كان يتوقع أن يكون هناك رد من إيران، لكن هذا الرد وحجمه ومداه وأبعاده راجع إلى إيران، فهي الي تتخذ القرار بما تراه مناسبا".

واسترسل هنية: "الآن أيضا الرد الإسرائيلي جاء في سياقات معينة لكن كل ذلك على ماذا يدل؟ يدل على أمرين: أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب على غزة بل يسعى إلى توسيعها لتصبح صراعا إقليميا، والثاني جر الأمريكان ليكونوا جزءا أو ذراعا عسكريا يخدم الكيان الإسرائيلي في توجيه ضربات في هذه الجبهة أو تلك وخاصة إلى إيران".

وأردف: "أشرنا في أحاديث كثيرة جدا، إلى أن من يتحمل مسؤولية هذا التوتر الإقليمي هو العدو الإسرائيلي الذي يستمر بتنكره لحقوق الشعب واعتداءاته على مقدساتنا خاصة القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي استمرار حرب الإبادة على غزة".

- قدسية المسجد الأقصى

ولفت هنية إلى أن "أطماع إسرائيل والمتطرفين في المسجد الأقصى قديمة، ونحن منذ عام 1996 رأينا كيف كان حريق الأقصى وتوالت المجازر والاعتداءات والاقتحامات ومحاولات تغيير الوقائع داخل الأقصى بخطط التقسيم الزماني والمكاني، وصولا إلى ذبح القرابين".

وقال: "الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو جعلت على رأس أولوياتها حسم معركة القدس، وبالتالي تغيير المعالم الإسلامية والفكرية والتراثية والتاريخية بالقدس والمسجد الأقصى المبارك".

وأضاف: "في هذه الأيام نتابع التصريحات الإسرائيلية الرسمية، ومن وزراء ومرجعيات دينية في إسرائيل، تدعو إلى ذبح القرابين البقرات الخمس في عيد الفصح داخل المسجد الأقصى وهم حددوا جوائز لكل من يذبح قربانا بالمسجد الأقصى وهذه على طريق تدنيس وتلويث قدسية الأقصى، علهم يصلوا إلى حلم هدمه وبناء الهيكل المزعوم".

ودعا هنية الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وفلسطينيي 48 والأمة العربية والإسلامية إلى "النهوض من أجل حماية المسجد الأقصى أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وزاد: "طوفان الأقصى الذي فجرته كتائب القسام في غزة هو كان من أجل المسجد الأقصى والقدس، ومن أجل مقدسات الأمة في داخل فلسطين وتحديدا المسجد الأقصى".

وشدد على ضرورة "منع العبث بالمقدسات الإسلامية والميراث النبوي الخالد الذي هو خالص للمسلمين وليس لليهود، حق بالمسجد الأقصى المبارك لا من قريب ولا من بعيد".

- محاكمة إسرائيل

وفي ختام المقابلة، أعرب هنية عن تقديره وشكره لدولة جنوب إفريقيا "التي رفعت دعوى ضد الاحتلال الإسرائيلي وجلبته وقادته لأول مرة منذ النكبة (1964) لمحكمة العدل الدولية وساندتها الكثير من الدول والأطقم القانونية من عدة دول سواء كانت عربية أو إسلامية أو على المستوى العالمي".

وأضاف: "نرى أن هذه خطوة مهمة جدا ويجب أن تواصل محكمة العدل الدولية إجراءاتها لاتخاذ قرار لوقف المذبحة داخل غزة أولا، وتقديم المساعدات اللازمة للقطاع، وتقديم قادة الاحتلال الإسرائيلي بوصفهم مجرمي حرب ومرتكبي مجازر وهولوكوست ضد شعبنا الفلسطيني وأن لا يفلتوا من العقاب".

وزاد: "من الواضح أن الاحتلال على مدار سنوات الاحتلال يرتكب المجازر ثم يفلت من العقوبة ومن العدالة الدولية والقانونية، لكن هذه المرة يجب أن لا يفلت من العقاب الذي استحقه".

وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري الفصائل الفلسطينية بغزة وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى ثاني اتفاق لتبادل الأسرى ووفق إطلاق النار منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني، وتقدر وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.

وتمارس المعارضة واحتجاجات شعبية في إسرائيل ضغوطا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإسراع بالتوصل إلى اتفاق مع حماس.

وتتهم حماس نتنياهو بـ"التعنت" وعدم الرغبة في إنجاز اتفاق، وتتمسك للموافقة عليه بإنهاء الحرب على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم ودخول مساعدات كافية إلى القطاع.

 

 

- كسر التعتيم الإعلامي
 

ويرى هنية أن هناك "مواكبة إعلامية جيدة من الإعلام التركي والإعلام العربي وكثير من وسائل الإعلام العالمية لما يجري في غزة بالرغم من أن العدو الإسرائيلي يفرض تعتيما إعلاميا كبيرا جدا ويمنع دخول الصحافة الأجنبية إلى غزة حتى لا يطلع العالم على حجم جرائمه الوحشية".

ودعا هنية وسائل الإعلام في تركيا وخارجها إلى "الاستمرار في فضح جرائم الاحتلال، وتبني الرواية الفلسطينية في كشف الأبعاد الإنسانية داخل غزة، ومواصلة كسر التعتيم الإعلامي على ما يقوم به الاحتلال، وأيضا في نشر صور البطولة والفداء والشموخ للأبطال المجاهدين من كتائب القسام وغيرهم من فصائل المقاومة".

وقال هنية إن "وكالة الأناضول بما تشغله من مساحة واسعة بالفضاء الإعلامي، فإن ما تقوم به لا شك له تأثيراته على الأبعاد الإنسانية والسياسية وكذلك الأبعاد المعنوية لشعبنا الفلسطيني".

ومقدما مواساته لصحفيي الأناضول العاملين في غزة، قال هنية: "أغتنم هذه الفرصة في تقديم تعازي الحارة على شهداء وجرحى الأناضول الذين استهدفهم العدو الإسرائيلي داخل قطاع غزة، أوجه التحية لهذه الوكالة وأدعوها للاستمرار بأعمالها".

- "الدليل".. توثيق لمجازر إسرائيل

وتابع هنية: "في لقاءنا بالرئيس أردوغان اطلعنا على كتاب (الدليل) الذي أصدرته الأناضول ووجدنا فيه توثيقا لمجازر ومذابح وإعدامات وصور الدمار الشامل في مناطق القطاع، واستحق أن يكون أحد الأدلة التي تم تقديمها من خلال المجموعة القانونية بمحكمة لاهاي".

وردا على القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أمرت محكمة العدل الدولية بلاهاي في 26 يناير الماضي، تل أبيب باتخاذ "تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة".

وأضاف هنية: "أحيي الأناضول على ذلك، وهذا جزء من الممانعة والمدافعة الحقيقية وإسناد قضية غزة بأبعادها الإنسانية والقانونية والسياسية".

وختم هنية قائلا: "نقول لكم قضية فلسطين قضية كل المسلمين، ومعركة غزة معركة أمة وليست معركة أهل غزة، وإن مرور 7 أشهر من المذابح، يتطلب المزيد من الفعاليات للضغط على الاحتلال من أجل وقف العدوان".

المصادر

الأناضول 

التعليقات (0)