مستقبل تركيا بعد فوز أردوغان

profile
  • clock 1 يونيو 2023, 1:21:41 م
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01
متداول

توقع مراقبون وسياسيون أن يلقي فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة، بالعديد من التداعيات والانعكاسات في الداخل التركي، وكذلك على المستوى العالمي.

محطات في حياة أردوغان

  • ولد عام 1954 في إسطنبول، وتخرج من كلية علوم الاقتصاد والتجارة بجامعة مرمرة.
  • تولى منصب رئيس حزب "الرفاه" في إسطنبول 1985، ثم رئيسا لبلدية إسطنبول 1994.
  • أسس حزب العدالة والتنمية في عام 2001، ليكون الرافعة التي أوصلته إلى سدة الحكم.
  • صعد إلى حكم تركيا عام 2004، وفي البدء كان رئيسا للوزراء ثم أصبح رئيسا يمتلك الصلاحيات التنفيذية مع تعديل النظام السياسي في البلاد عام 2017.

3 تحديات أساسية

اعتبرت وكالة "أسوشيتد برس"، أن هناك عدة تحديات داخلية بالأساس واجهت أردوغان قبل انتهاء ولايته، وقد تستمر معه بعد إعادة انتخابه، تشمل:

  • أزمة غلاء المعيشة الحادة التي يلقي الخبراء باللوم فيها على سوء إدارة الحكومة للاقتصاد، في حين يعتقد أردوغان أن أسعار الفائدة المنخفضة تعمل على ترويض التضخم، على عكس النظرية الاقتصادية التقليدية، وتضغط على البنك المركزي ليعكس وجهة نظره.
  •  
  • تعاني تركيا أيضًا من آثار زلزال قوي تسبب في دمار 11 مقاطعة جنوبية في فبراير، وتعرضت حكومة أردوغان لانتقادات بسبب تأخرها وتوقف استجابتها للكارثة، فضلاً عن التراخي في تنفيذ قوانين البناء التي أدت إلى تفاقم الخسائر.

 

انعكاسات داخلية وخارجية

من جانبه، حدد الخبير المتخصص في الشأن التركي، كرم سعيد،  "، انعكاسات فوز أردوغان بولاية ثانية على المستويات الداخلية والخارجية في عدد من النقاط، قائلًا إن:

  • فوز أردوغان يعني أن حزب العدالة والتنمية لا زال يحظى بشعبية داخل المجتمع التركي رغم كل التحديات التي تواجهها تركيا في هذا التوقيت.
  • الفوز يعني أيضًا أن كل استطلاعات الرأي التي أجريت في الفترة الماضية والتي كانت أقرب للمقاربة الغربية في تفسير المشهد الانتخابي الترك كانت  مُسيّسة ومُنحازة، إذ أن أغلبها رجح فوز كمال كليتشيدار أوغلو.
  • فقد أثبت أردوغان خطأ توقعات بأنه سيُمنى بخسارة فادحة، وحصل على أقل من نصف الأصوات بقليل تجعله في وضع جيد على ما يبدو في جولة إعادة في 28 مايو أيار أمام منافسه زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.
  • ورغم ذلك، فهذه الانتخابات أثبتت أن المعارضة استطاعت أن تحقق اختراقًا كبيرًا في الشارع التركي بالنظر لتقارب النتائج  ، وبالتالي تمكن من التماهي مع تطلعات المجتمع التركي بعدما كانت متخندقة مع أفكارها الأيديولوجية.

كان احتمال فوز رجب طيب أردوغان بفترة رئاسية أخرى في تركيا من شأنه أن يدق ناقوس الخطر في فترة من الفترات في أنحاء الشرق الأوسط، لكن بعد اتخاذه مواقف أكثر تصالحية في السنوات القليلة الماضية، لم يثر أداؤه القوي في الانتخابات يوم الأحد قلقا يذكر.

 

  • أما بالنسبة للانعكاسات الخارجية، فيرى أن الرئيس أردوغان سيستمر في إقرار التماهي التركي مع المحور الشرقي، مع استمرار الانعطافة التركية تجاه روسيا، والتهدئة في ملفات الشرق الأوسط وتعزيز العلاقات مع محيط تركيا الإقليمي، واستكمال التطور في العلاقات مع عدد من الدول بينها مصر.
  •  
  • سيكون ملف أردوغان الأبرز هو ضبط التوتر الحادث مع القوى الغربية، وسيكون الرئيس التركي وحزبه أكثر حرصًا على ألا يصل الأمر إلى حد القطيعة مع أي دولة  
  • ،وعلى امتداد 20 عاما، تبنى أردوغان سياسة إقليمية قوية، فأرسل قوات لمحاربة الأكراد في العراق والاستيلاء على جيوب حدودية في سوريا، ودعم القوات الحكومية في ليبيا وتحدى قوى أخرى في الشرق الأوسط.

لكن مع تعثر الاقتصاد التركي، عدل أردوغان نهجه وتوصل إلى تسويات مع منافسين مثل الإمارات، لكن دون سحب القوات التركية على الأرض.

وفي حين أن بعض الجماعات الكردية مازالت تعتبر أردوغان عدوا، بات معظم حكومات الشرق الأوسط تعتبر الزعيم التركي جزءا من واقع وضع راهن مقبول في منطقة مضطربة.

وقال المعلق السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله “دول الخليج تفضل الاستمرارية على التغيير.. فالشخص الذي نعرفه أفضل من الذي لا نعرفه”.

واختلف أردوغان مع الإمارات والسعودية ومصر بشأن دعمه للإسلاميين بعد الربيع العربي. لكن مع انتهاء معظم الانتفاضات وضعف جماعة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة، ضاقت شقة الخلاف بين تركيا والدول الثلاث إلى حد بعيد.

وأصلح أردوغان العلاقات مع الإمارات في 2021 ومع الرياض العام الماضي في مقابل الحصول على الاستثمارات والمساعدات الاقتصادية.

وساعد هذا النهج التصالحي أيضا على تهدئة الصراع في ليبيا، حيث دعمت الإمارات ومصر القوى المهيمنة على شرق البلاد في مواجهة حكومة طرابلس المدعومة من تركيا. وفي ظل السلام غير المستقر منذ أن أنهت القوات التركية هجومها في الشرق عام 2020، أصبح لدى أنقرة الآن علاقات عبر خطوط المواجهة القديمة.

وقال طارق المجريسي، الخبير في شؤون ليبيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية “الأمور تسير كالمعتاد (بعد الانتخابات) وستظل تركيا القوة المؤثرة التي يتطلع الجميع للعمل معها”.

 

سوريا والعراق

 

حين بدأت الحرب الأهلية في سوريا، دعم أردوغان الثوار ضد الرئيس بشار الأسد. لكن مع عبور ملايين اللاجئين السوريين إلى تركيا وبعد أن أصبح للمقاتلين الأكراد وجود على الحدود، غير الرئيس التركي محور تركيزه.

وعمل مع داعمتي الأسد الرئيسيتين، روسيا وإيران، لاحتواء الصراع في بعض الأحيان، بينما كان يرسل قوات إلى سوريا إلى جانب قوات المعارضة المسلحة لانتزاع السيطرة على الأراضي من الجماعات الكردية.

وفي مناطق المعارضة، حيث ساعد الدعم التركي في صد هجمات الحكومة السورية، أعرب البعض عن دعمهم لأردوغان خوفا من أن ينهي كليتشدار أوغلو دعم أنقرة العسكري ويعيد اللاجئين إلى سوريا.

لكن في المناطق ذات الأغلبية الكردية، ما زال البعض يأمل في فوز المعارضة في الجولة الثانية.

 وأحد تأثيرات فوز أردوغان على العراق هو صادرات النفط. وكانت تركيا قد أغلقت خط أنابيب في مارس آذار بسبب نزاع على النفط الذي تصدره المنطقة الكردية شبه المستقلة في شمال العراق، الأمر الذي أثار استياء بغداد.

 هل ستتغير الخطة الاقتصادية القادمة المطروحة في البرلمان؟

خلال ولايته السابقة، اتبع أردوغان سياسات اقتصادية غير تقليدية تعتمد على خفض سعر الفائدة لزيادة الإنتاج والصادرات وتقليل الاعتماد على العملة الأجنبية، لكن المعارضة تُلقي باللوم على سياساته في المشكلات الاقتصادية الحالية.

يقول د.أحمد  أويصال الأكاديمي التركي إن "الرئيس أردوغان هو الذي سيقرر السياسات الاقتصادية مع مستشاريه الكبار، وهذه القرارات في يد الحكومة أكثر من البرلمان، ومن المتوقع أن يستمر فيها (كما أفاد في تصريحات إعلامية في الفترة الماضية)".

المصادر

وكالات

التعليقات (0)