لمن ستذهب أصوات إنجه ؟

profile
  • clock 12 مايو 2023, 3:42:18 م
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01
متداول

لمن ستذهب أصوات المرشح الرئاسي المنسحب محرم إنجه.. سؤال يتردد في الأوساط الانتخابية التركية ، وذلك بعدما أعلن محرم إنجه، في 11 مايو/أيار 2023، انسحابه من السباق الرئاسي في الانتخابات العامة لعام 2023. وخلال بيانه، قال إنجة إنه تعرّض لاغتيال سمعته على مدار 45 يوماً، مع هجوم متواصل بالشبكات الاجتماعية، بسبب مزاعم انتشار مقطع فيديو جنسي له. وعلى الجانب الآخر، لاحظ البعض أن إنجة لم يكن بصحةٍ جيدة في أثناء الإدلاء ببيانه، فضلاً عن إلغائه تجمعاته الانتخابية في محافظتين بالأمس نتيجة المشكلات الصحية. وقد ادعى "تحالف الأمة" مراراً أن إنجة يتعاون مع حزب العدالة والتنمية، وذلك عبر وسائل الإعلام الرسمي والشبكات الاجتماعية. بينما اعترض إنجة على المزاعم الموجهة إليه، وأعلن انسحابه من الترشح لنفي تلك المزاعم، فيما يعمل الخبراء على إعادة تقييم نتائج الانتخابات بعد الخطوة التي اتخذها إنجة.

يُذكر أن إنجة جمع 30.64% من الأصوات في انتخابات الرئاسة عام 2019 باعتباره المرشح المشترك للمعارضة، لكنه لم يُصدر أي تصريح في ليلة الانتخابات واتهمه ناخبوه بـ"الاختفاء". ولا يتمتع إنجة بسجل ناجح للغاية في عالم السياسة.

و شهدت أصوات محرم زيادةً حتى أبريل/نيسان، خاصة بفضل دعم الناخبين الشباب. لكن أصواته انخفضت بدرجةٍ كبيرة في أبريل/نيسان، بسبب رفضه الجلوس على الطاولة مع التحالفات الأخرى، وبسبب الشائعات عن تفاوضه وتعاونه مع حزب العدالة والتنمية، وبسبب الأخبار السلبية التي تُنشر عنه باستمرار. بينما شهدت الأيام الأخيرة انتشار مزاعم بظهوره في مقاطع فيديو جنسية، لتمثل المسمار الأخير في نعش حملته وتجبره على الانسحاب من السباق. وعلى الجانب الآخر، يُمكن القول إن نفسية الناخبين لعبت دوراً في تراجع أصواته أيضاً. ويرجع السبب إلى أن بعض الناخبين قد يبدون اهتماماً بمرشحٍ بديل قبل الانتخابات، لكن من الشائع للغاية أن يتحول الاهتمام إلى المرشحين الأكثر شعبية مع اقتراب الاقتراع. ولهذا لعبت هذه العوامل دوراً مهماً في تراجع أصوات إنجة. وكان من المحتمل أن يؤدي هذا التراجع إلى اختفاء إنجة من الساحة السياسية بالكامل، وذلك في حال دخوله الانتخابات. لكن الانسحاب من الانتخابات منح إنجة فرصةً للهروب بجرحٍ كبير. لذلك يجب القول إن انسحاب إنجة من الانتخابات لا يتعلق بالإرهاق النفسي العادي، بل يرتبط برغبته في التحرك استراتيجياً والحفاظ على بقائه في الساحة السياسية، من خلال تحمُّل ضررٍ أقل من ضرر خسارة الاقتراع.

ولم يمنح محرم إنجه توجيهات واضحة لناخبيه حتى الآن، لكنه منحهم انطباعاً عن موقفه عندما صرح بأن من يهاجمونه هم أعضاء جماعة غولن وحزب العمال الكردستاني. وإذا وضعنا في الاعتبار أن "تحالف الأمة" هو الذي يجلس اليوم على الطاولة مع حزب الشعوب الديمقراطي (الذراع السياسية لحزب العمال الكردستاني)، وأن الحسابات الأجنبية لأعضاء جماعة غولن تواصل مهاجمة حزب العدالة والتنمية، فلن نكون على خطأ إذا قلنا إن الهدف الأساسي لجماعة غولن وحزب العمال الكردستاني هو حزب العدالة والتنمية. أي إن التحليل السليم يُشير إلى تأكيد إنجة أن لديه أعداء مشتركين مع حزب العدالة والتنمية، وهم جماعة غولن وحزب العمال الكردستاني. وفي نهاية خطاب انسحابه، تحدث إنجة عن "تحالف الأمة" قائلاً: "لن تكون لديهم أعذار، وسيلقون باللوم علينا عندما يخسرون الانتخابات". وبهذا أعرب إنجة عن أنه لا يقف مع تحالف الأمة في الواقع. لكن قبل يومين من الانتخابات، علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان سيُوجّه ناخبيه لدعم مرشح بعينه أم سيُلمح إلى شيءٍ آخر.

سيجري توزيع أصوات محرم إنجه الآن على بقية المرشحين. و رغم أنه يرى محللون أنه من المنطقي أن غالبية أصوات الناخبين -الذين كانوا سيختارون إنجة- ستذهب إلى "تحالف الأمة"؛ نظراً إلى أن قاعدة ناخبي إنجة تتألف من الشباب العلماني في أغلبها. ويجب أن يضع الجانب الآخر هذا الأمر في اعتباره أيضاً. حيث إن انسحاب محرم إنجه قبل يومين من الانتخابات يكشف عن غياب الاستقرار والقدرة على التنبؤ بتصرفات المرشحين، الذين يقدمون بديلاً للحكومة، وذلك في عيون الناخبين، لكن المؤشرات على الأرض تؤكد اتجاه اإلبية كبيرة من اصوات أنصار إنجه إلى الرئيس أردوغان والعدالة والتنمية، وذلك بعدما قام شباب من الحزب بتصوير ورقة انتخاب وقد صوتوا فيها لأردوغان، ما يعني اتجاههم لاختيار الرئيس الحالي، وليس المعارضة، كما حدثت استقالات وانشقاقات عديدة في صفوف حزب البلد وانضم المنشقون والمستقيلون إلى حزب العدالة والتنمية وأعلنوا تاييدهم للرئيس أردوغان وفيما يلي نماذج لهؤلاء : -

أعلن رئيس لجنة الشباب في حزب محرم إنجه في ولاية كرك كاليه وسط تركيا   استقالته من الحزب مع 15 من القيادات الشبابية وانضمامهم لحزب العدالة والتنمية ودعم أردوغان في الانتخابات الرئاسية.

وأيضاً  أعلن مجلس قيادة حزب محرم إنجه في منطقة كاهته في ولاية أديمان جنوبي تركيا   استقالته من الحزب، وأكدوا أنهم سيعطون اصواتهم في الانتخابات بعد غد الأحد   لحزب العدالة والتنمية وللرئيس أردوغان.

 

و كذلك   أعلن المرشح البرلماني عن حزب محرم إينجه في ولاية طرابزون شمال شرقي تركيا  دعم أردوغان في الانتخابات الرئاسية: نحن وكافة قيادة حزبنا في طرابزون سنصوت للرئيس أردوغان وندعو للتصويت له.

  

كما أعلن رئيس حزب محرم إينجه في ولاية هكاري جنوب شرقي تركيا استقالته من الحزب وانضمامه لحزب العدالة والتنمية، وقال :"اخترنا الطريق الصحيح الآن لندعم رئيسنا السيد أردوغان من أجل استقرار وقوة بلدنا"

 ومجمل القول بشكلٍ عام، إن الناخبين لا يفضلون البدائل غير المستقرة وغير المتوقعة، ولهذا يتحولون  في نهاية المطاف إلى الخيارات المستقرة والمتوقعة. وبالنظر إلى انطباع عدم الاستقرار الذي خلقه قرار ميرال أكشنار الانسحاب من "تحالف الأمة" في مارس/آذار، ثم عودتها وبقاء نقاط خلاف بينها وبين باقي اعضاء الطاولة السداسية مثل الموقف من حزب العمال الكردستاني ، وذراعه السياسي حزب الشعوب الديمقراطي ، وكذلك اختلاف التوجهات لأعضاء الطاولة السداسية  فلا شك في أن إردوغان سيحصل على كثير من أصوات ناخبي محرم إنجه، الذين ليسوا متشددين في معارضتهم. علاوةً على أن وعود أردوغان قبل الانتخابات ، وإنجازاته الكثيرة والمتعددة والمبهرة، قد أضافت الكثير إلى رصيده في عيون الناخبين، بعد أن حقق قدراً كبيراً منها بالفعل، وخاصة بعدما شاهد الشعب لتركي بنفسه السيارة الوطنية توف، وحاملة الطائرات تي سي أنضولو، والطائرة قزيل إلما وقان، وحرجيت، والدبابة ألطاي، وكذلك قرار رفع الحد الأدنى للاجور للعاملين في الدولة  والقطاع العام بنسبة 45%، وايضاً الوعد برفع الحد الادنى للأجور في يوليو المقبل، وتجربة الناس لصدق أردوغان وتحقيقه في وعوده على مدار 20 سنة، وايضاً  تسليم العديد من المنازل الريفية للمضارين من الزلزال بعد أقل من 45 يوماً فقط من حدوثه كل ماسبق يدفع الناخب التركي إلى اختيار أردوغان وهو ما أكدته استطلاعات الرأي التي قامت بها الشركات الكبرى والموثوقة .

التعليقات (0)