عمان.. فيدان يبدأ مباحثات ثنائية مع وزير الخارجية الأردني

profile
  • clock 18 يناير 2024, 10:01:28 ص
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01
وكالة الأناضول

بدأ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الخميس، مباحثات ثنائية مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، وذلك في أول زيارة رسمية يجريها إلى المملكة منذ توليه منصبه.

وكان  الصفدي  في استقبال فيدان والوفد المرافق له عند وصوله مقر وزارة الخارجية الأردنية بالعاصمة عمان.

كما بين أن الوزيرين سيعقدان فور انتهائهما مؤتمرا صحفيا مشتركا.

ولا تغيب فلسطين عن أي لقاء أردني تركي، إلا أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة وحراك البلدين لوقفها، يدفعان نحو مزيد من التنسيق الثنائي.

وبحسب تصريحات رسمية من الجانبين، ستكون غزة المحور الأساسي في محادثات وزيري خارجية البلدين، أيمن الصفدي وهاكان فيدان صباح الخميس، في أول زيارة رسمية يُجريها الأخير إلى المملكة منذ توليه منصبه في يونيو/ حزيران 2023.

والخميس هو اليوم الـ104 من حرب مدمرة تشنها إسرائيل على غزة، وخلّفت حتى الأربعاء 24 ألفا و448 قتيلا، و61 ألفا و504 مصابين معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى نزوح نحو 1.9 مليون فلسطيني، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، المحاصر منذ 17 عاما.

ويعود تاريخ العلاقات الأردنية التركية إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حين قام ملك الأردن المؤسس عبد الله الأول بزيارة رسمية إلى الجمهورية التركية عام 1937 كأول زعيم عربي يزورها، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وتأسيس الجمهورية التركية في 1923، ثم تعززت العلاقات أكثر في العقدين الأخيرين.

تلك العلاقات شهدت خلال العقدين الماضيين تطورا ملحوظا ومميزا يتسم بالتناغم والتوافق تجاه أهم القضايا المصيرية، وسط تكثيف الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين.

دولتان تتشابهان بقدرتهما على صون أمنهما واستقرارهما وسط إقليم ملتهب، وهو ما يجعل من كليهما نموذجا ومرجعا سياسيا في كيفية التعامل الدبلوماسي مع أبرز القضايا والتحديات.

عمّان وأنقرة تبادلتا، طوال الفترة الماضية، الدعم تجاه أهم القضايا وأكثرها حساسية وإنسانية، فقد أكدت تركيا مرارا موقفها الجاد لمنع المساس بدور الأردن تجاه المسجد الأقصى وبقية المقدسات في فلسطين، والذي يواصل من خلاله الملك عبد الله الثاني مهمة آبائه وأجداده، التي مضى عليها قرن كامل.

وبموجب اتفاقية "وادي عربة" للسلام، التي وقَّعها مع إسرائيل عام 1994، احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في مدينة القدس المحتلة.

وتنص الفقرة الثانية في المادة 9 من الاتفاقية على أن "تحترم إسرائيل الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وعند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي ستعطي إسرائيل أولوية كبرى للدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن".

أما الأردن، فكان من أوائل الدول التي هرعت لنجدة تركيا ومساعدتها على تجاوز تداعيات الزلزال الذي تعرضت له عام 2023، إذ أرسل فريقا مختصا للمساهمة في جهود البحث والإنقاذ، ونحو 14 طائرة تحمل مواد إغاثية وطبية للمتضررين.

وفجر 6 فبراير/ شباط 2023، ضرب زلزال مدمر جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة؛ ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

وفي ما يتعلق بأزمات المنطقة، وخاصة السورية، فإن تركيا والأردن هما البلدان المجاوران لسوريا والأكثر تأثرا بما يجري فيها من حرب أهلية منذ عام 2011، ويستضيف الأردن نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، فيما يوجد في تركيا قرابة 4 ملايين لاجئ.

وعلى مستوى التعاون العسكري، شاركت تركيا مرات عديدة في المناورة العسكرية السنوية "الأسد المتأهب" التي تقام في الأردن، كما تلقى ضباط من كلا البلدين تدريبا عسكريا مشتركا ومتبادلا.

مواقف البلدين التي تنطلق من تاريخ مشترك كان لها الأثر في الدفع نحو تعزيز العلاقات في العديد من الجوانب الأخرى، إذ يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو مليار دولار، وسط سعي حثيث لتحقيق رؤية البلدين للنهوض به إلى أعلى المستويات، بما في ذلك تعزيز الاستثمارات.

وبفعل التأشيرة الحرة بين البلدين، فإن تركيا هي الوجهة السياحية الأبرز للأردنيين، إذ وصل عددهم خلال النصف الأول من العام الماضي إلى 154 ألفا.

ووفق أرقام رسمية، بلغت قيمة الاستثمارات التركية التي تدفقت إلى المملكة الهاشمية خلال السنوات الماضية 283 مليون دولار، تركزت في قطاعات الخدمات وتكنولوجيا المعلومات والصناعات الغذائية والبنية التحتية.

وبالنسبة للاستثمارات الأردنية في تركيا، فتوجد 542 شركة ممولة برأس مال أردني، تتوزع مجالات عملها بين الاستيراد والتصدير، والمقاولات والإنشاءات والعقارات والسياحة ووسائل النقل والصناعات الصغيرة والألبسة والأقمشة والمطاعم والفنادق ومراكز التعليم، والتغليف والتعليب وتجارة المواد النفطية.

وفي 4 يوليو/ تموز الماضي، أجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي زيارة رسمية إلى أنقرة، والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان، وأجرى مباحثات مع نظيره التركي فيدان، بعد شهر فقط من تعيين الأخير في منصبه.

وتعزيزا لمستوى التناغم بين البلدين والارتقاء بعلاقاتهما، وصل فيدان إلى الأردن أمس الأربعاء في زيارة تستمر ليومين، هي الأولى له إلى المملكة منذ توليه مهام عمله.

ومن المقرر أن يلتقي فيدان نظيره الأردني، الخميس، إضافة إلى لقاء مرتقب مع الملك عبد الله الثاني.

المصادر

الأناضول 

التعليقات (0)