خبراء: العلاقات التركية الجزائرية تشهد تطوراً مستمرا

profile
  • clock 22 نوفمبر 2023, 2:44:50 م
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01
وكالة الأناضول

د.أحمدمطر : العلاقة بين تركيا والجزائر ارتفعت من التعاون والتنسيق إلى التحالف والتكامل

د. وليد دوزي : هناك توافق في وجهات النظر  بين البلدين في عدة قضايا دولية وإقليمية

 

 

 

 

 

 

 

أشاد خبراء بزايرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للجزائر الأخيرة، مؤكدين أن العلاقات بين  تركيا والجزائر تشهد تطوراً ونمواً مستمراً ، منوهين إلى الاتفاقات التي تم توقيعها أثناء الزيارة والتي شملت 12 اتفاقية في مختلف المجالات ، وعلى رأسها المجال الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي .

وأكدوا أن العلاقات التاريخية بين الدولتين الكبيرتين قوية ومتينة وتضرب بأعماقها في جذور التاريخ، مشيرين إلى توافق الرؤى بين الدولتين في العديد من القضايا ومنها رفض حرب الإبادة على غزة التي تشنها إسرائيل، مذكرين بموقف الدولتين المطالب بتحقيق دولي في الإجرام الصهيوني على القطاع المحاصر.

و   وصف د. أحمد مطر أستاذ الاقتصاد بجامعة بن خلدون باسطنبول زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للجزائر بالمهمة والمؤثرة، والتي تكتسب قدراً كبيراً من الأهمية نظراً لأنها تسير في اتجاه تعضيد العلاقات بين البلدين سواء تركيا بوابة وسط آسيا وشرق أوروبا أو  الجزائر بواية افريقيا، مضيفاً أن فخامة الرئيس الجزائري زار تركيا مرتين ، وأيضا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يزور الجزائر على رأس وفد كبير  للمرة الثانية بعدما التقى الزعيمان في الأمم المتحدة يوم 19سبتمبر 2023  .

أضاف د. مطر  أن الوفد الذي  يصاحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  ينبئ عن أهمية هذه الزيارة حيث تشكل من سبعة وزراء  هم وزير الخارجية ووزير الدفاع ووزير التجارة ووزير البنية التحتية  وزير الخدمات الاجتماعية ، وهي من أهم الوزارات ، وشمل كبار مستشاري الرئيس أردوغان وكبار ممثلي المجتمع المدني،  مما يعني التوجه نحو تعزيز اجتماعات المجلس الاستراتيجي المشترك الذي تأسس وشهد أمس الاجتماع الثاني، وشهد توقيع اثني عشر اتفاقية،  بما يعني مضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وهي تعني السير في اتجاه زيادة التبادل التجاري من  5 مليارات دولار  إلى 10 مليارات دولار مما يعني مضاعفة حجم التبادل التجاري ، مشيراً إلى أن لقاء الزعيمين شمل تجديد اتفاقية الغاز والنفط التي بين الشركة الوطنية للبترول والغاز الجزائرية سونطراك وشركة الأنابيب التركية بوتاش بحيث يزيد بين الدولتين لثلاث سنوات  ليزيد من 4.4 مليار متر مكعب إلى5.4 مليار متر مكعب وخاصة بعد إلغاء اتفاقية الغاز  بين تركيا وإسرائيل .

ذكر  الخبير الاقتصادي  أن المباحثات بين الزعيمين  تطرقت إلى  بحث زيادة حجم الاستثمارات حيث تصل الاستثمارات التركية في الجزائر إلى 6مليارات دولار، كما تم الاتفاق على أن يتم إنشاء فرع لبنك  في الجزائر، وايضاً إنشاء مدرسة تركية للأوقاف في الجزائر، وكذلك إنشاء مركز ثقافي هو مركز يونس إمرة التركي في الجزائر .  

أضاف أن كل هذه الأمور مع اتفاقيات أخرى تنبئ عن مدى التوافق بين الدولتين ليس فقط في  مجالات الاقتصادية والاجتماعية ولكن هناك تاريخ مشترك كبير بين الدولتين يمتد لستمائة عام، مضيفا أن هناك توافق بين التوجه  والموقف السياسي الجزائري والتركي كما حدث مؤخراً في قضيتنا  الكبرى وهي الحرب على غزة حيث اتفق الرئيسان  على أنها حرب إبادة جماعية وأن إسرائيل تجاوزت الحدود وأنها كسرت كل ما يسمى حقوق الإنسان وكل ما يسمى قانون دولي وأن إسرائيل لا تتصف بأنها دولة ولكنها تنظيم إرهابي والدولتان  ترفضان استمرار الحرب  بهذا الشكل وهذا الوضع ويتابعان كيفية منع نزيف هذه الدماء وكيفية الوصول إلى اتفاق هدنة  ، ليس ذلك فقط ولكن يجب إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على حدود  1967،  مضيفاً : ومن هنا تأتي أهمية الزيارة بين دولتين كبيرتين،  وانها تأكيد على التوافق بين دولتين كبيرتين وقطبين كبيرين   وثقلين كبيرين إقليميين  في منطقة البحر الأبيض وفي مركز العالم تركيا بقوتها وحجمها والجزائر بقوتها وحجمها، وهذه الزيارة تعد إضافة إلى الأمة الإسلامية ، مشيراً على أنه  يتمنى   أن تتكرر هذه الزيارة بين دول كبرى بهذا الحجم وهذا التأثير في المنطقة .

 

 أكد د.مطر  أن هذه الزيارات المتكررة بمعدل 6 أشهر يجسد متانة العلاقة بين الدولتين، و أن تكرار الزيارات بهذا الشكل   يبرز حرص كل من الدولتين إلى زيادة التعاون ورفع مستوى  المجلس التعاون بين الدولتين إلى مجلس استراتيجي  برئاسة الرئيسين ، بما يعزز التنسيق والتعاون بين الدولتين بل يتخطى مستوى التعاون ويصل إلى  مرحلة التكامل في بعض الأمور والاندماج في بعض المواقف، و قال : الحقيقة نحن  نسعد بهذا الأمر ليس فقط على المستوى النفسي والإنساني بل لمن يطمح لمشروع الأمة الإسلامية بشكل أكبر بحيث تتعاون القوى وتتضافر وتتكامل بما يصب في صالح الأمة الإسلامية ، وبالتأكيد ما يحدث الآن يؤدي إلى تحقيق المصالح القومية الكبرى بين البلدين، ويؤدي إلى  تحقيق اهداف الأمن القومي للبلدين، ويؤدي إلى تنامي حجم التعاون الاقتصادي الذي يفيض على البلدين بالمزيد من الرخاء والرفاهية، وإذا شاركت تركيا في تأسيس وإنشاء  خط السكك الحديدة  من جنوب للجزائر إلى مالي والنيجر بطول 6 آلاف  كيلو من السكك الحديدية   ، وإذا حدث تعاون مشترك في مشروعات تنموية كبرى في كلا البلدين سواء باستثمارات مشتركة أو بتعاون تكنولوجي أو تعاون على مستوى القوى البشرية والفكر و الإبداع سيؤدي ذلك إلى زيادة معلات النمو في البلدين، مضيفا: ونحن نطمح إلى أن يستمر هذا الأمر ونحن لدينا القناعة بذلك لأن الإرادة السياسية للدولة الجزائرية الكبيرة وللرئيس تبون  تتلاقى مع الإرادة السياسية للرئيس أردوغان وللدولة التركية الكبر ونحن نشاهد هذه النجاحات وندعو الله أن تستمر .

 وقال إن تجديد الاتفاقية في مجال الغاز بين الشركة الوطنية الجزائرية للنفط والغاز سونطراك وبين  شركة الأنابيب التركية     بوتاش  من 4.4مليار متر مكعب من الغاز إلى 5.4 مليار متر مكعب من الغاز هو أمر مهم لكلا البلدين فتركيا تحتاج المزيد من الطاقة لاستخدامها في العديد من  المشروعات الصناعية التركية، والجزائر بما لديها من فائض في مجال الطاقة وهي تتجه به نحو تركيا فهذا امر جيد وخاصة بعدما الغت تركيا اتفاقية الغاز مع إسرائيل كما ذكرت،  مضيفاً أن ذلك  يلقي بظلاله على اتفاقيات أخرى مثل الدور التركي في مد السكك الحديدة بين جنوب الجزائر ومالي والنيجر كما ذكرت، وايضاً الدور التركي في توسيع مترو النفاق الجزائري ، وفي استخدام الخبرة التركية في بناء السفن لأن تركيا تعتبر الدولة رقم 5 أو 6 على العالم في صناعة السفن.

 وأشار الأكاديمي الاقتصادي   إلى أن تركيا تنظر إلى الجزائر  نظرة تقدير واحترام ويبرز ذلك زيادة مجالات التعاون بين البلدين،  الذي  يصل إلى التحالف القوي في العديد من الأمور  ليس فقط تحالف استراتيجي في المجال السياسي بل تحالف استراتيجي في المجال السياسي والثقافي والاجتماعي والتنموي التي تشمل نطاقاً واسعاً من المجالات وغير ذلك ، مضيفاً أنه يتم الآن ترتيب زيارة لوفد رجال أعمال تركي إلى الجزائر، وستحمل طائرة كبيرة مجموعة كبيرة من رجال الأعمال الأتراك إلى الجزائر في منتصف ديسمبر المقبل  .

وذكر د. مطر أن رجال الأعمال الجزائريين المقيمين في تركيا يشاركون بشكل فعال في أعمال منظمة الآي بي إف   " منتدى الأعمال الذي تأسس في تركيا عام 1996 ويضم بشخصيات جزائرية مرموقة، و قال : أيضاً لدينا طلبة كثيرون من الجزائر في المجالات المختلفة، وايضاً يوجد أساتذة وأكاديميون جزائريون في مختلف المجالات في تركيا ، وأضاف أن الزيارة ستصب في مجال زيادة النمو والرفاهية لشعبي البلدين بشكل قوي وفعال  .

 

 

ومن جانبه قال وليد دوزي - أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية: : شهدت العلاقات الجزائرية التركية تطورا كبيرا في السنتين الأخيرتين وفي عديد المجالات.. السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث انعقد الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الجزائري التركي رفيع المستوى أمس في الجزائر برئاسة زعيمي البلدين، وتوّج بتوقيع ١٢ اتفاقية تعاون في قطاعات الطاقة والتجارة والتعليم العالي والسينما والفضاء والإعلام. هذا التنوع لدليل على تطور هذه العلاقات ومتانتها. وقد قفزت التبادلات التجارية سنة ٢٠٢٢ بين البلدين إلى ٣٠ بالمائة لتبلغ ٥ مليارات دولار مع توقع بلوغها نهاية السنة الجارية ٦ مليار دولار والعمل على بلوغها ١٠ مليار دولار في السنوات القليلة المقبلة. 

وأضاف : كما كان هناك توافق في وجهات النظر في عدة قضايا دولية وإقليمية راهنة كالقضية الفلسطينية ومنطقة الساحل والصحراء الغربية. كما أصبحت الجزائر الشريك الثاني لتركيا في القارة السمراء. كما شكل محور توريد الغاز المميّع إلى تركيا محورا أساسيا من محاور التعاون بين البلدين ممثلا بين شركة سوناطراك الجزائرية وبوطاش التركية. وكل ذلك يجعل من هذه العلاقات استراتيجية في إطار شراكة رابح-رابح تخدم البلدين وطموح الشعبين الشقيقين.

 

 

   

التعليقات (0)