تركيا: لا نريد لأطراف خارجية أن تجلب صراعاتها إلى منطقتنا

profile
  • clock 17 أبريل 2024, 9:47:35 م
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01
الأناضول

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء، إن دول الإقليم لا تريد لأطراف خارجية أن تجلب صراعاتها إلى المنطقة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على هامش زيارة يقوم بها فيدان إلى الدوحة.

وأشار فيدان، إلى أنه بحث مع الجانب القطري آخر التطورات في المنطقة.

وقال: "أكدنا منذ البداية أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة تحمل خطر التحول إلى صراع إقليمي، وحذرنا من احتمالية تصعيده وانتشاره".

ولفت فيدان، إلى أن ما حدث نهاية الأسبوع الماضي أظهر للجميع أن احتمال نشوب حرب تشمل دولاً من خارج المنطقة ليس بعيدا كثيرا، وأن هذا الخطر لا يزال مستمراً.

وأكد أن أنقرة بذلت جهوداً مكثفة لتجاوز التوتر بطريقة قابلة للسيطرة قبل بدء الأحداث، وأنها لا تزال تدعو جميع الأطراف المعنية إلى التهدئة.

وذكر الوزير أنه يتعين على الدول من خارج المنطقة أيضًا أن تتعامل مع التطورات بهدوء.

وأضاف: "باعتبارنا دول الإقليم، لا نريد لأطراف ثالثة أن تجلب صراعاتها إلى هذه المنطقة".

وقال وزير الخارجية التركي إن أحداث 13 أبريل/ نيسان الجاري، كشفت عن دروس مهمة للغاية.

وأردف: "أولا، القانون الدولي ملزم للجميع. ومفتاح السلام والاستقرار على المستوى العالمي هو الامتثال للقانون الدولي".

وأضاف فيدان: "ثانياً، من الواضح أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يحاول جر منطقتنا إلى الحرب من أجل بقائه في السلطة".

وتابع: "يجب على أولئك الذين يدعمون نتنياهو دون قيد أو شرط أن يعيدوا النظر في موقفهم بشكل عاجل".

وقال: "ثالثا، وهو الأهم، أن العنف والظلم الذي ترتكبه إسرائيل في غزة يكمن في أساس الأحداث التي جرت".

كما شدد على أن الضحية الآن ليست إسرائيل ولا إيران، وإنما الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، داعيا إلى بذل مزيد من الجهود لإنهاء الكارثة في القطاع.

ومساء السبت، أطلقت إيران من أراضيها مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه إسرائيل، ردا على هجوم صاروخي استهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري.

ولم تتبن تل أبيب أو تنفي رسميا مسؤوليتها عن هجوم دمشق، وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وبينهما عقود من العداء واتهامات بشن هجمات متبادلة.

وفي وقت سابق الأربعاء، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن رد بلاده على إسرائيل كان "محدودا وعقابيا"، وتوعد تل أبيب بالتعامل "بشدة وصرامة" في حال قيامها بأدنى هجوم على الأراضي الإيرانية.

من ناحية أخرى، أكد فيدان أن العلاقات بين تركيا وقطر وأواصر الصداقة والأخوة بين شعبيهما وصلت إلى مستوى استثنائي خلال السنوات العشر الماضية.

وقال إن أساس هذا التعاون تشكله الإرادة القوية للرئيس رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وأشار فيدان إلى أنه وجد اليوم مع نظيره القطري فرصة لمناقشة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وعبر عن إيمانه في إمكانية تحقيق الحجم المستهدف في التجارة بين البلدين، والبالغ 5 مليارات دولار على المدى القصير والمتوسط.

وأوضح أن تركيا ستواصل العمل مع قطر والدول الأعضاء الأخرى في مجلس التعاون الخليجي لتعزيز العلاقات المؤسسية.

وذكر أن المحادثات تناولت أيضا التعاون بين البلدين في مجال الصناعة العسكرية والدفاعية.

وقال فيدان إن تركيا تدعم الجهود التي تبذلها قطر من أجل وقف إطلاق النار في غزة، معربا عن شكره لنظيره القطري بهذا الصدد.

وأضاف: "سنستمر بكل قوتنا في دعم إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

وأكد أن هناك أيضا تنسيق بين تركيا وقطر فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية المقدمة للشعب الفلسطيني.

وحول لقائه برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، والوفد المرافق له في الدوحة، قال فيدان، إنه قدم التعازي لهنية بمقتل أبنائه وأحفاده بقصف إسرائيلي، وأبلغه السلام من الرئيس أردوغان.

وأوضح أنه بحث مع قادة "حماس" المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار، ووجهة نظر الحركة في هذا الإطار.
 

وكشف فيدان أن بعض الجهات الفاعلة في الغرب تنظر بإيجابية إلى الجهود المكثفة الرامية لإحلال السلام الدائم على أساس حل الدولتين لكن لديها قلق بشأن حماس.

وأعرب عن أسفه حيال تأثر بعض الفاعلين الدوليين من الدعاية الإسرائيلية التي تحاول وصف حماس بأنها منظمة إرهابية مثل "داعش" وليست حركة مقاومة وطنية.

وقال إنه تبادل وجهات النظر مع قادة حماس حول كيفية التعبير بوضوح عن وجهات نظرهم وتطلعاتهم، خاصة فيما يتعلق بحل الدولتين.

وأضاف: "في المحادثات السياسية التي أجريناها مع حماس منذ سنوات، أخبروني أنهم يقبلون الدولة الفلسطينية التي ستقام ضمن حدود عام 1967، وأنه بعد إقامة الدولة الفلسطينية لن تكون هناك حاجة لوجود جناح مسلح لحماس، وإنهم سيواصلون حياتهم كحزب سياسي".

ولفت إلى أن هذه رسالة في الواقع بالغة الأهمية للخطوة التي سيتخذها الرأي العام العالمي على الطريق المؤدي لإقامة الدولة الفلسطينية.

وأعرب عن سعادته حيال تلقيه مثل هذه الرسائل اليوم من قادة حماس.

وفي وقت سابق الأربعاء، ذكرت مصادر دبلوماسية تركية، للأناضول، أن فيدان تناول مع قادة حماس قضية المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، إضافة إلى ملف المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة.

وخلفت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ أكثر من 6 أشهر، ما يزيد عن 110 آلاف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

المصادر

الأناضول 

التعليقات (0)