بغطائها الأخضر.. "غولهانة" تواصل تتويج قلب إسطنبول

profile
  • clock 8 مايو 2023, 4:17:34 م
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01

لأكثر من 500 عام، تواصل حديقة غولهانة تتويج قلب إسطنبول التاريخي بغطائها الأخضر على مساحة مئة ألف متر مربع، تشكل متنفسا لأهلها وزائريها، وتحتفظ بهويتها التي تعود للعهد العثماني.

موقع الحديقة بجانب أبرز آثار إسطنبول وأكثرها زيارة، يكشف مدى أهميتها، حيث تجاور جامع آيا صوفيا وقصر طوب قابي سراي الذي أدار منه السلاطين العثمانيين الحكم على مدى قرون، ضمن منطقة السلطان أحمد التاريخية.

وتعد غولهانة من أكبر حدائق العالم وأجملها، وتستقبل السياح والزوار على مدى العام، حيث يقضون وقتا ممتعا خلال جولتهم في المدينة العتيقة. بحسب وكالة الأناضول.

وخلال فصل الربيع الذي حل على إسطنبول حاليا، تزينت غولهانة بالأزهار والورود، مشكلة بألوان البهجة وظلال الأشجار العالية متنفسا لزوارها.

** تاريخ عريق

أنشأت الحديقة في عهد السلطان العثماني محمد الفاتح، بعد تشييد قصر طوب قابي عقب فتح القسطنطينية (إسطنبول حاليا) عام 1453، وباتت جزءا من القصر وموقعا لراحة السلاطين وأسرهم لاحقا.

وبقيت الحديقة خاصة بالسلاطين العثمانيين إلى حين فتحها أمام الجمهور والعامة عام 1912، ونظرا إلى تاريخها وأهميتها تم الحفاظ على موقعها بعد تأسيس الجمهورية التركية عام 1923.

وقبل الفتح العثماني كانت الحديقة منطقة خضراء يقع تحتها خزان مياه قديم موقع تحت الأرض تبلغ أبعاده 18×12 مترا، ويعتقد المؤرخون أن هذا النوع من الخزانات كان لخدمة سقي الأشجار في المنطقة.

واهتم السلطان محمد الفاتح بزراعة أشجار الزيتون في الحديقة، ثم أنواع متعددة من الزهور والنباتات، كما تم استخدام جزء منها بستانا لزراعة الخضراوات، وكانت تسمى قديما "حديقة مربى الورد".

** تنوع ملفت

الحديقة العثمانية تحتفظ بأسوار عتيقة تلاصق قصر طوب قابي ولا تزال موجودة حتى اليوم، حيث تشرف على مدخل مضيق البوسفور، ويمكن من خلال بابها الخلفي رؤية الطرف الآسيوي من المدينة والانتقال عبرها لمنطقة أمينونو الحيوية بإسطنبول.

ويبلغ عدد أنواع الأشجار فيها نحو 90، فضلا عن بعض الحيوانات الأليفة، كما وضعت أقفاص على الأشجار من أجل الطيور التي اتخذت من الحديقة مسكنا لها في ظل أشجار عالية وطقس لطيف.

مع دخول الربيع، زادت مساحات العشب الأخضر في الحديقة، وتجددت أوراق أشجارها العالية التي تصل ارتفاعاتها إلى 20 مترا، بينما تنتشر تحتها المقاعد المخصصة للزائرين، فضلا عن ساحات للعب الأطفال ومرافق عامة.

وتحتضن الحديقة مجموعة من التماثيل لشخصيات عامة مثل المغني التركي الشهير العاشق فيسال، ومؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، فضلا عن وجود عمود يمثل الحضارة القوطية، الباقي من أيام إمبراطورية روما.

** مناشط متعددة

ومنذ الصباح الباكر وحتى ساعات المساء، يتدفق السياح بكثافة على الحديقة الأثرية، فعادة ما تكون محطة الراحة والاسترخاء والمتعة في جولات زوار المنطقة القديمة والأسواق بمدينة إسطنبول.

كما تشكل أيضا فرصة لاستمتاع الأطفال بممارسة هواياتهم المحببة وقيادة الدراجات الهوائية والركض وسط الربوع الخضراء، مثلما يجد فيها الكبار أيضا فرصة للعب الكرات بمختلف أنواعها، والقفز بالحبل، والجري والمشي، ونشاطات مختلفة ومنهم من يجلب طعامهم لقضاء نزهة فيها.

وبهذا توفر الحديقة ملاذا جميلا في مواسم الربيع والصيف وأجواء عائلية، في ظل إجراءات مناسبة توفر الحماية لصحة وسلامة الزائرين، مع حراسة أمنية مستمرة على مدار الساعة.

التعليقات (0)