العلاقات التركية الصومالية في كتاب جديد

profile
  • clock 5 يونيو 2023, 11:59:31 ص
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01
الأناضول

عائشة سنكاي مؤلفة كتاب "العلاقات الصومالية التركية ما بين 1517-2023" للأناضول:
ـ الكتاب رد الجميل من مواطنة صومالية لتركيا
ـ العلاقات الصومالية التركية تعود لعهد سلطنة عدلي قبل 5 قرون واستنجادها بالعثمانيين لمواجهة المستعمرين البرتغاليين والبريطانيين ومملكة الحبشة
ـ تجددت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 2011 بعد انقطاع دام 20 عاما عاش الصومال خلالها موجة حروب أهلية
ـ الاتفاقيات التي أبرمها الجانبان خلال الفترة الماضية، ستساعد على تنمية العلاقات بينهما، خاصة في ظل الولاية الرئاسية الجديدة لأردوغان

 

حظيت العلاقات الصومالية التركية باهتمام أقلام وكتاب صوماليين في الأعوام الأخيرة، ولم تمر أي دورة لـ"معرض مقديشو الدولي للكتاب"، إلا ويشهد حضورا لكتب وعناوين عن العلاقات بين البلدين.

"العلاقات الصومالية التركية ما بين 1517-2023"، من بين الكتب التي تصدرت "معرض مقديشو الدولي للكتاب"، الذي ينظم سنويا، لاحتوائه على معلومات ثرية عن جذور وتاريخ العلاقات بين البلدين، والتي تمتد لنحو 5 قرون مضت.

مؤلفة الكتاب عائشة حسن سنكاي، تحدثت للأناضول، عن تجربتها مع هذا الكتاب والمعلومات التاريخية القديمة والحديثة بين البلدين، والتي جمعتها بين دفتي الكتاب، ليبقى دليلا للمهتمين بالعلاقات بين الصومال وتركيا.

  رد للجميل

تقول سنكاي، في مقابلة مع الأناضول، إن خوضها تجربة في عالم الكتابة كان بالأساس شعور داخلي، لكن اختيارها موضوع العلاقات الصومالية التركية، الدافع الأكبر في تحولها نحو الكتابة من أجل القيام، كمواطنة صومالية، بشيء من رد الجميل لتركيا.

وأضافت أن حبها واطلاعها على تاريخ الإسلام والعثمانيين من كتب ومحاضرات وتسجيلات.. فتح لها بابا في التعمق والبحث عن جذور العلاقات العثمانية مع الصومال، ودور البلدين في هذه الحقبة التي تشكلت فيها التحالفات الكبرى في العالم.

تأليف الكتاب استغرق من عائشة سنكاي، ثلاثة أعوام، كانت تقضي خلالها أوقاتا طويلة بين جمع المصادر وكتابتها ومراجعتها، ليرى النور أخيرا بين أيدي زوار معرض مقديشو الدولي للكتاب، الذي اختتم فعالياته نهاية مايو.

 علاقات تمتد لـ 5 قرون

تقول سنكاي، إن "العلاقات التي تربط الصومال بتركيا تعود للقرن الرابع عشر، إبان الحكم العثماني، حيث كانت سلطنة عدلي، تُحكم سيطرتها على الأجزاء الشمالية للصومال من مدن بربرة (شمالي إقليم أرض الصومال الانفصالي) وزيلع (شمال غربي أرض الصومال) وصولا إلى هرر (شرقي إثيوبيا حاليا).

وأشارت المؤلفة، في الفصل الثالث من الكتاب، إلى أن "سلطنة عدلي، طالبت المساعدة من العثمانيين بعد مضايقات من الاستعمار البرتغالي، الذي كان يحكم الممرات البحرية في البحر الأحمر".

وتابعت "العثمانيون أدركوا أهمية موانئ الصومال من زيلع وبربرة، في الدفاع عن المقدسات الإسلامية".

وتستطرد "من هنا بدأت العلاقات (بين العثمانيين وسلطنة عدلي) التي توسعت أخيرا، حيث قدم العثمانيون الدعم اللوجيستي والقنابل للسلطنات الصومالية، التي خاضت حروبا عدة ضد الاستعمار البرتغالي والبريطاني ومملكة الحبشة في إثيوبيا".

ولم تقتصر العلاقات بين البلدين على الجانب العسكري وإنما امتدت للجوانب التجارية والثقافية والتعليمية، حيث بنى العثمانيون في مدن بربرة وزيلع مساجد وملاوي (مدارس تحفيظ) القرآن لنشر التعاليم الإسلامية، وماتزال بقايا هذه الآثار حاضرة في تلك المدن. بحسب الكاتبة.

أما في التجارة، فاتخذت السلطنات الصومالية المتعاقبة الدولة العثمانية وجهة تجارية، حيث ساهمت الأخيرة بدورها في تعليم الصوماليين زراعة البُن، من خلال جلبها خبراء من الهند، وفق سنكاي.

  تجدد العلاقات الدبلوماسية

تجددت العلاقات الدبلوماسية الصومالية التركية عام 2011، بعد انقطاع دام 20 عاما، عاش الصومال خلالها موجة حروب أهلية عصفت بالاستقرار ونظام الدولة، وخلفت أزمات متكررة دفع خلالها الصوماليون ثمنا باهظا في أرواحهم وممتلكاتهم.

وعن هذه المرحلة تقول سنكاي، "عند الحديث عن تجدد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يخطر في بالنا أنها بدأت من الجانب الإنساني، وهذا صحيح، لكن هناك عوامل أخرى توصلت إليها".

وترى المؤلفة أن "لدى تركيا نظرة حول تميز الصوماليين في التجارة، ويمكن أن تصبح الصومال بوابة لتركيا في منطقة القرن الإفريقي، كل هذه الأمور ساهمت في دخول البلدين عهدا دبلوماسيا جديدا".

واستدلت على وجهة نظرها بمقولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المشهورة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "لا يفتخر العالم بالحضارة، ولا ندعي العدالة، مادام الشعب الصومالي يموت من أجل كسرة خبز ورشفة ماء"، من أجل لفت أنظار العالم لبلدنا الذي صاحبته أزمات متكررة.

وبعد زيارتين لأردوغان للصومال، كرئيس للوزراء في 2011، ثم كرئيس للجمهورية في 2015، توجت العلاقات بين البلدين بتوقيع مشاريع إنمائية في المجالات الإنسانية والبنية التحتية والتعليم والصحة والاقتصاد والتعاون العسكري، أدت إلى تنفيذ مشاريع ضخمة، بما فيها افتتاح أكبر سفارة تركية في العالم، ما أعاد الصومال إلى مكانتها الدولية، بحسب الكاتبة.

وافتتحت أول سفارة تركية في الصومال عام 1979 في العاصمة مقديشو، وأغلقت أبوابها بعد انهيار الحكومة المركزية في 1991، كغيرها من سفارات العالم، بعد دخول البلاد في دوامة عنف وحروب أهلية استمرت لعقدين من الزمن.

  مستقبل العلاقات بين البلدين

اكتسبت تركيا مكانة كبيرة في قلوب الصوماليين، وهو ما تتميز به عن باقي الدول التي دعمت الصومال طوال السنوات الماضية، نظرا لوجود مشاريعها على أرض الواقع، حسب المؤلفة.

تقول سنكاي، إن "هناك عوامل ستساهم في تعزيز زخم العلاقات بين البلدين في الأعوام القادمة، منها الموقع الاستراتيجي للصومال الذي يعد بوابة للقارة السمراء (من الشرق) مع اعتبار تركيا دولة صاعدة من حيث الصناعات العسكرية والاقتصاد".

وبالإضافة إلى هذه العوامل، تعتبر أن "الشراكة والاتفاقيات التي أبرمها الجانبان خلال الفترة الماضية، ستساعد على تنمية العلاقات بينهما، خاصة في ظل الولاية الرئاسية الجديدة لأردوغان، صاحب الفضل في إعادة الصومال إلى مصاف دول المنطقة والعالم".

وتواصل "لجنة الصداقة البرلمانية الصومالية التركية ستلعب أيضا دورا كبيرا في دفع تلك العلاقات إلى آفاق أكثر تطورا في المرحلة المقبلة".

وسردت الكاتبة في الفصل الأخير من الكتاب عددا من كلمات أغاني محلية من تأليف فنانين صوماليين، تعكس دور تركيا في دعم شعبهم.

 

المصادر

وكالة الأناضول

التعليقات (0)