السميط التركي.. من موائد القصور إلى منازل الشعب (تقرير)

profile
  • clock 29 أغسطس 2023, 1:35:35 م
  • تم نسخ رابط المقال إلى الحافظة
Slide 01
متداول

السميط واحد من أكثر المأكولات الشعبية في تركيا، وربما أكثرها على الإطلاق، إذ يتمتع بطعم لذيذ تستسيغه الغالبية العظمى من الأتراك وتعتبره ركنا أساسيا، وخاصة في وجبة الفطور.

يعود تاريخ هذا النوع من المعجنات إلى أكثر من 600 عام، أي منذ بدايات الدولة العثمانية (1299-1923)، وبحسب روايات تاريخية فقد شكل جزءا من قائمة الطعام في قصور السلاطين العثمانيين قبل أن يخرج من القصور وينتشر بين أفراد الشعب.

كما كان السميط من الأطعمة المفضلة للجيش الإنكشاري في السلطنة، والذي شكل العمود الفقري للجيش العثماني لمئات السنين قبل أن يتم حله في زمن السلطان محمود الثاني في عام 1826 ميلادية.

وينتج السميط من الطحين والخميرة والحليب ودبس العنب، وبعد اختماره، يجري تغليفه غالبا بحبوب السمسم أو بذور عباد الشمس بشكل أقل، ثم يوضع في فرن حراري يحبس البخار، ما يجعله لينا من الداخل ومقرمشا من الخارج.

وتختلف نكهة السميط وحجمه من مدينة تركية إلى أخرى، لكن المجمع عليه أنه يتم تناوله بشكل أساسي في ساعات الصباح كوجبة أو جزء من وجبة الفطور مع الشاي وقطع الجبن أو اللبن الرائب.

انتشار واسع

ولأن ساعات العمل والمدارس في إسطنبول وغيرها من المدن تبدأ باكرا، فإن الطلاب والعمال والموظفين لا يهملون تناول قطعة من السميط خلال المضي إلى مدارسهم وأعمالهم صباحا.

كما يؤكل السميط خلال النهار كوجبة إسناد ضد الجوع حتى يحين وقت الوجبة الرئيسية، وهو يعد من المعجنات الرخيصة، إذ يبلغ سعر قطعة السميط 10 ليرات تركية (نحو 40 سنتا).

وبكثرة، تتنشر في تركيا محلات بيع السميط، كما يشكل باعته المتجولون أحد معالم إسطنبول، حيث يختارون الأماكن المزدحمة، مثل مداخل ومخارج المترو والأماكن التي يرتادها السياح.

وتتميز عربات بيع السميط بلونها الأحمر، ويتم صف السميط فوق بعضه البعض داخل العربة، وفي القسم العلوي يوضع العيران والماء وقطع الجبنة.

ويتفاخر أصحاب عربات السميط بمنتجهم الطازج، ويدعون الناس للتأكد من ذلك سعيا لبيع أكبر قدر ممكن من منتجاتهم.

وإلى جانب أصحاب العربات، يوجد الباعة المتجولون الذين يضعون السميط على صفائح خشبية ويحملونها فوق رؤوسهم ويتجولون فيها بين السيارات.

كما يشكل السميط جزءا من قائمة الطعام في المطاعم التي تقدم وجبات الفطور، فهو من المأكولات القليلة التي تباع من قِبل الباعة المتجولين والمطاعم في آن معا.

وبفضل انتشاره الواسع، يتمكن السائح والزائر من تذوق السميط والتمتع بنكهته اللذيذة والتعرف على واحدة من أكثر المعجنات شعبية في تركيا.

المصادر

الأناضول 

التعليقات (0)