تكبير الخط تصغير الخط

لا تكاد تمر عدة أيام إلا ويتم الإعلان عن استقالات في صفوف أحزاب الطاولة   السداسية ، وفي مناصب كبيرة، حتى اصبح خبراً معتاداً يقرأه المتابع كل بضعة أيام، وآخر تلك الحالات استقالة400 عضو من الحزب الجيد  في كوجالي أمس الأربعاء، وإعلانهم انضمامهم إلى حزب الحركة القومية، وتأييدهم الرئيس اردوغان في الانتخابات التي ستتم بعد أيام"14مايو أيار الحالي"، وقبل ذلك بأربع وعشرين ساعة  استقالة محمد علي أويكور المرشح في الانتخابات البرلمانية عن حزب "الجيد" الذي أعلن  انسحابه من الترشح واستقالته من الحزب، وقال : مرة جديدة ظهر السيد أردوغان أنه على حق ونحن علمنا خطأنا وعدنا عنه.. أدعو الأصدقاء للاستقالة من الحزب

.وقبل ذلك بأيام حدثت استقالات في أحزاب الجيد والشعب الجمهوري والديمقراطي مرات عدة وفي ولايات مختلفة، كما أعلن أعضاء بالهيئة العليا لحزب السعادة رفضهم دعم كليتشيدار أوغلو  بخلاف توجه وقرار رئيس حزب السعادة المعارض "تمل قره مولا أوغلو" الذي قام بترشيح "كمال كليتشدار أوغلو" لمنصب الرئاسة... بل أكدت  "هيئة اتفاق هيمانا" المشكلة من أعضاء في الهيئة القيادية في حزب السعادة التركي المعارض تعلن قبل قليل، عدم تصويتها لمرشح  طاولة المعارضة كمال كليتشدار أوغلو وتدعو لعدم التصويت له.. وقبل ذلك أيضاً أعلنت الميلي جروش المنبثق عنها حزب السعادة وهي أيضاً  أكبر هيئة تجمع المسلمين الأتراك في العالم  أعلنت  تأييدها الرئيس أردوغان .

تلك الاستقالات تنتج عن عدم توحد المعارضة بخلاف ما يحاول قادة الطاولة السداسية التظاهر ، وتنم أيضاً إما عن شعور قيادات في أحزبا المعارضة باستحالة الفوز في الانتخاب التي ستتم بعد أيام، أو تنم الاستقالات ايضاً عن أشياء  ليست سوية اكتشفها المستقيلون  في نوايا وتصرفات الطاولة السداسية تضر بتركيا ووحدتها وأمنها ومستقبلها، وهو مايذكر بما ورد في برنامج تحالف الشعب من حديث عن حكم ذاتي للمناطق الكردية ما يعني بوادر انقسام وتفتيت للدولة التركية، وكذلك ظهور قادة بالطاولة السداسية مع قيادات بحزب العمال الكردستاني، وايضاً تصريحات لقادة بتحالف الشعب عن أن الأناضول ليست ملكاً للاتراك.. تلك التصريحات والتصرفات تثير قلق المحبين لتركيا والغيورين على وحدتها والحريصين على أمنها   .

وعلى النقيض من ذلك فإن تحالف الجمهور الذي يتزعمه أردوغان  متماسك تماما ولم يشهد انشقاق ولا عضو واحد من التحالف، بل لم يصدر تصريح واحد يخالف برنامج تحالف الجمهور، وهو ما يدل على ترابط تلك الجبهة تماماً وعدم وجود أي تشققات أوتصدعات بها